كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

العصر المملوكي - السنة السادسة والخمسون وخمس مئة - ج: 21 - ص: 17

مات فيه المقتفي] (١)، ودفن بباب الشام، غربي بغداد، وصلى عليه الوزير وأربابُ الدولة.

[السنة السادسة والخمسون وخمس مئة]

في المحرَّم قُطعت خُطْبة سليمان شاه من المنابر في جوامع بغداد، وضَعُفَ أمره.

وفي ربيع الأَول نُقِلَ المقتفي إلى الرُّصافة ليلة الأربعاء، وأُنزل تابوته في الزَّبْزَب (٢)، ومعه جميعُ أرباب الدولة.

[وفيها قتل طلائع بن رزِّيك بمصر] (١).

وفيها اجتمع خَلْقٌ من التركمان في البَنْدَنيجَين (٣) ليقصدوا بغداد، فجهَّز إليهم الخليفة عسكرًا، وقدَّمَ عليهم ترشك، فلما قربوا منهم امتنع ترشك من لقائهم، وكان يُظْهر أَنَّه مع الخليفة، وهو مع التركمان باطنًا، فلما عَلِمَ عسكر الخليفة نِفاقه، وَثَبوا عليه، فقتلوه، وبعثوا برأسه إلى بغداد في مخلاة.

وفيها قَدِمَ أبو الخير القزويني (٤) بغداد، وجلس بالنِّظامية، وذكر مذهب الأشعري، وثارتِ الحنابلةُ عليه.

وفيها توفي

إبراهيم بن دينار (٥)

أبو حكيم النَّهْرواني، الفقيه الحنبلي، [شيخ جدي في القرآن والمذهب والحديث والفرائض] (١).

---

(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) الزبزب: سفينة صغيرة. "شفاء الغليل": ١٤٣.
(٣) بلدة مشهورة في طرف النهروان من ناحية الجبل من أعلى بغداد. "معجم البلدان": ١/ ٤٩٩.
(٤) هو أحمد بن إسماعيل، وسترد ترجمته في وفيات سنة (٥٩٠ هـ).
(٥) له ترجمة في "المنتظم": ١٠/ ٢٠١ - ٢٠٢، و"مشيخة ابن الجوزي": ١٩١ - ١٩٣، و"الوافي بالوفيات": ٥/ ٣٤٧ - ٣٤٦، و"سير أعلام النبلاء": ٢٠/ ٣٩٦، و "المنهج الأحمد": ٣/ ١٦٥ - ١٦٨، وفيهما تتمة مصادر ترجمته.