للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويحسنُ إليها، واختلفوا في إسلامها، وذكرها أبو الفرج بن الجوزي من جملة النساء اللاتي لهن صُحْبَة ورُؤيَةٌ (١).

حليمة بنت أَبي ذُؤيب (٢) السعدية

التي أرضعت رسول الله ، أسلمت هي وزوجُها ودخلت على رسولِ الله فاحترمها وثنى لها وسادة وبسط لها رداءه وقال: "أُمِّي أُمِّي" (٣). حدثت عن رسول الله .

سعدُ بنُ خَوْلَةَ (٤) بن سعيد

حليف بني عامر بن لؤي، وهو من أهل اليمن، أسلم قديمًا وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، وهو من المهاجرين الأولين، شهد بدرًا وأُحُدًا والخندقَ والحديبية.

قال سعد بن أبي وقاص : كنت معَ رسولِ الله في حجة الوداع فمرضتُ مرضًا أشْفَيتُ منه على الموت، فعادَني رسولُ الله فقلت: يا رسول الله، إن لي مالًا كثيرًا وليس يَرِثُني إلا ابنةٌ لي، أَفَأُوْصي بِثُلثَيْ مالي؟ قال: "لا"، قلت: فبالشطر؟ قال: "لا"، قلت: فثلث مالي؟ قال: "الثُّلثُ، والثُّلثُ كَثيرٌ، إنَّكَ يا سَعْدُ، أن تَدَعَ وَرَثَتكَ أَغنِياءَ خَيرٌ لكَ مِن أَن تَدَعَهُم عَالةً يَتكَفَّفُون النَّاسَ، إنَّك يا سَعدُ، لَنْ تُنْفِقَ نَفَقةً تبتَغِي بها وَجهَ اللهِ إلَّا أُجِرْتَ عليها، حتى اللُّقمةَ تَجعَلُها في فِي امرَأتِكَ" قال: قلت: يا رسول الله، أُخَلَّفُ بعد أصحابي؟ قال: "إنَّكَ لنْ تُخَلَّفَ فتَعملَ عَمَلًا تَبتَغي بهِ وَجْهَ الله إلَّا ازْدَدْتَ بهِ دَرَجةً ورِفْعَةً، ولَعلَّك أن تُخلَّفَ حتى يَنفَعَ الله بكَ أَقوامًا ويَضُرَّ بكَ أَقوامًا آخرين، اللَّهمَّ أمضِ لأَصحابي هِجْرَتَهم ولا تَردَّهُم على أعقابِهِم، لكنِ البائِسُ سَعْدُ بن خَوْلَة" يرثي له النبي وكان مات بمكة. أخرجاه في "الصحيحين" (٥).

ومعناه: أن رسول الله كان يكرهُ لمن هاجر إلى المدينة أن يُقيمَ بعد نُسُكِه بمكَّةَ.


(١) "تلقيح فهوم أهل الأثر" ص ٢٣٧.
(٢) "الإصابة" ٤/ ٢٧٤.
(٣) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" ١/ ٩٣.
(٤) "الطبقات الكبرى" ٣/ ٣٧٨.
(٥) أخرجه البخاري (١٢٩٥)، ومسلم (١٦٢٨).