للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صَبٌّ جفاهُ حَبيبُهُ … فحلا له تعذيبُهُ

فالنارُ تُضرَمُ في الجوا … نحِ والسَّقام (١) يُذيبُه

حتَّى بكاهُ لِما دها … هـ (٢) بعيدُهُ وقريبُه

وتآمروا في طِبِّه … كيما يخِفَّ لهيبُهُ

[فأتى الطبيبَ وما دَرَوا … أن الطبيبَ حبيبُهُ] (٣)

[محمد بن علي]

ابن الحسن بن الدجاجي، أبو الغنائم، القاضي، سمع الكثير، وكان له مالٌ فافتقر، فجمع له المُحدِّثون شيئًا وأتوا به إليه، فقال: وافضيحتاه، آخذُ على حديث رسول الله أجرة؛ لا واللهِ. وبكى ولم يقبله (٤)، وتوفِّي في سلخ شعبان، ودُفن بمقابر الخيزران يوم الجمعة غُرَّة رمضان، [سمع أبا طاهر المخلص وغيره]، وكان صحيح السماع صدوقًا، [وروى عنه مشايخ مشايخنا].

محمد بن وشاح بن عبد الله (٥)

أبو علي، ولد سنة تسع وسبعين وثلاث مئة، وكان كاتبًا لنقيب النقباء الكامل، كان فاضلًا، تُوفِّي في رجب عن أربع وثمانين سنة، ودُفِنَ عند جامع المنصور، ومن شعره: [من الطويل]

حملتُ العصا لا الضعفُ أوجَبَ حَمْلَها … عليَّ ولا أنِّي تحنَّيتُ من كِبَرْ

ولكنَّني ألزمتُ نفسي بحملِها … لِأُعلِمَها أنَّ المقيمَ على السَّفرْ

انتهى تاريخ الخطيب أبي بكر في هذه السنة، ومن السنة الرابعة والستين وأربع مئة ذيَّل عليه أبو سعيد عبد الكريم بن منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد السمعاني.


(١) في (م) و (م ١): الغرام.
(٢) في (م): هواه.
(٣) في تاريخ دمشق وفيه: أن الحبيبَ طبيبُهُ.
(٤) في (خ) و (ف): فلم يقدر! والمثبت من (م).
(٥) تاريخ بغداد ٣/ ٣٣٦، والمنتظم ١٦/ ١٣٦.