للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابنُ عساكر: ولم يُعرف لابن بشر اسمٌ. ولهذا ذكره في المنسوبين [إلى] آبائهم دون أسمائهم. ثم ذكر ابن عساكر في باب التاء، وقال: اسمُ ابن بشر بن البراء تميمُ بنُ بشر. وساق الحديث بمعناه].

وقال الكلبيّ: حاصر المسلمون مدينة من مدائن الروم وكان جبلةُ فيها، فاطَّلَعَ عليهم وقال: أفيكُم أحدٌ من أهل المدينة من الأنصار؟ قال رجل: نعم، أنا. قال: فما فعل حسان بن ثابت؟ قال: تركتُه وقد كُفَّ بصرُه. فرمى بصُرَّةٍ فيها ألفُ دينار وقال: احمِلْها إليه، فإنْ وجدتَه حيًّا فأَقْرِئْه مني السلام، وادفعها إليه، وإنْ كان مات، فانْثرها على قبره.

[قال:] فقدمَ الرجلُ المدينة، فأتى حسَّانًا فقال له: إني لأَجدُ منك رِيحَ آلِ جَفْنَة. فأخبرَه الخبرَ، فقال حسان: وَددتُ أنك وجدتَني ميِّتًا فكنتَ تنثُرها على قبري. وأعطاه نصفها.

[وذكر الواقدي في كتاب "الصوائف" أن جَبَلَة بن الأيهم لم يُسلم قطّ، وإنما سأل عمرَ أن لا يأخذ منه الجزية، ويقبلَ الصدقة، فلم يُجِبْه عمر، فلحق بالروم. وهو وهمٌ من الواقدي لما ذكرنا من قصته عن أرباب السِّيَر واشتهارها].

[الربيع بن زياد]

الحارثي، عامل زياد على خُراسان، وأقام واليًا سنتين وأشهرًا، ففتحَ فتوحاتٍ كثيرةٍ، وكان صالحًا مُجابَ الدعوة.

ذكرَ الربيعُ مقتلَ حُجْر بن عديّ، فقال: لا تزال العربُ تَقتُلُ صبرًا بعدَه، ولو نَفَرَتْ عند قتلِه ما قُتِل بعدَه أحد، ولكنَّها ذَلَّتْ فقتلت (١).

ثم صَعِدَ المنبر، فقال: أيها الناس (٢)، إنِّي قد مَلِلْتُ (٣) الحياةَ، وإني داعٍ بدعوةٍ فأمِّنوا. ثمَّ رفعَ يديه وقال: اللهمَّ إن كان في عندَك خير؛ فاقْبِضْني إليك عاجلًا. وأمَّنَ


(١) في "تاريخ" الطبري ٥/ ٢٩١: ولو نَفَرَتْ عند قتله لم يُقتل رجلٌ منهم صبرًا، ولكنها أقرتْ فذلَّتْ.
(٢) في الكلام اختصار مخلّ. وسياقه في "تاريخ الطبري": فمكث بعد هذا الكلام (يعني السالف قبله) جمعة، ثم خرج في ثياب بياض في يوم جمعة، فقال: أيها الناس …
(٣) تحرفت في (ب) و (خ) إلى: ملكت.