للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أُدَد طيئ بن أُدَد، والغَوْث بن أُدَد، فمن طيئ بنو نبهان بن عمرو، وبنو ثُعَل بن عمرو، وحاتم الطائيّ منهم، وكذا بنو سِنبس.

واختلفوا في أوّل ملوك اليمن بعد كَهْلان، وبعد تفرُّق القبائلِ ومضيّ القرون على قولين: أحدهما: أبو مالك بن كليكرب من ولد سبأ (١)، وكان عادلًا منصفًا، أقام ثلاث مئة سنة ملكًا.

والثاني: الحارث الرَّائش من ولد كَهلان بن سبأ، وبينه وبينه خمسة عشر جَدًّا.

والرائش أوّلُ من غَزا منهم بلادَ حضرموت، فغَنم غنائم كثيرة، وعاد بها إلى اليمن، فأعطى أهل اليمن فسُمّي: الرّائش، وفي أيّامه كان لُقمان بن عاد صاحب النسور.

وكان الحارث من أشجع ملوك اليمن، غزا المشرق، والهند، وخُراسان، وأَذربيجان، وكان يَذكر نبيَّنا ويقول: إنه يأتي في آخر الزَّمان. ومن قوله: [من الوافر]

ويَملك بعدنا رجلٌ عظيمٌ. . . نَبيٌّ لا يُرَخّص في الحرام

يُسمَّى أحمدًا يا ليت أنّي. . . أعَمَّر بعد مَخرجِه بعامِ (٢)

وأقام مالكًا مئةً وعشرين سنة.

[فصل]

ثم ملك بعده، ولده أَبرَهة بن الرَّائش، وهو ذو المنار، لأنه أول من عمل المنار على طريقه في مغازيه ليهتدي بها إذا رجع، وغزا غزوات كثيرة، وملك مئة ونيفًا وثلاثين سنة (٣).

[فصل]

ثم ملك بعده ولده أفريقيش بن أبرهة، فغزا بلادَ المغرب ووصل طَنْجَة. ويقال: إنه


(١) في مروج الذهب ٣/ ١٥٠: أبو مالك بن عسكر بن سبأ.
(٢) المعارف ص ٦٢٧، والبدء والتاريخ ٣/ ١٧٥.
(٣) في المعارف ص ٦٢٧، وتاريخ اليعقوبي ١/ ١٩٦، ومروج الذهب ٣/ ١٥١ أنه ملك مئة وثمانين سنة أو مئة وثلاثًا وثمانين سنة.