للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبيل اللَّه (١)، وبَيَّن ما في كل واحد من الستَّةِ نَفَرٍ فقال: لئن وَليها ابنُ عفان حمل آل أبي مُعَيط على رقاب الناس، ولئن وَليها علي بن أبي طالب حمل الناس على المحَجَّةِ البيضاء، إلا أن فيه دُعابة، وأما طلحة فإنه لا يدع في يده ما يُصلح به هذا الأمر، يعني أنه يُفَرِّق المال، وأما الزُّبير فإنه لا يَضع عصاه عن عاتقه، وأما ابنُ عَوف فظنّي أنه لا يَدخل فيها، وأما سعد فتَبَعٌ لابن عَوفٍ، يَسلك حيثُ سلك، ولو كان سالم مولى أبي حُذيفة ما خالجني فيه شَكُّ، ثم أقام عليهم المِسْوَر بن مَخْرَمة، ومعه ثلاثون نفسًا من الأنصار، وقال: إن ثبت أمرُهم على واحد منهم إلى ثلاثة أيام -وهي تمام ذي الحجة- وإلا فاضربوا رقابَ الكلّ (٢).

ذِكْرُ وفاته:

قال محمد بن سعد، عن عثمان بن عفّان قال: أنا آخرُكم عهدًا بعمر، دخلتُ عليه ورأسُه في حِجْرِ ابنه عبدِ اللَّه، فقال له: ضَع خَدِّي بالأرض، فقال له: هل فَخذِي والأرض إلا سواء؟ قال: ضَع خَدِّي بالأرض لا أُمَّ لك، في الثانية أو الثالثة، وسمعتُه يقول: ويلي وويل أمِّي إن لم يَغفِر اللَّهُ لي، حتى فاضَتْ نَفْسُه.

وفي روايةِ ابن سعدٍ أن عثمان بنَ عفّان وَضع رأسَ عمر في حِجْرِه، فقال له: أعِدْ رأسي بالأرضِ، فويلٌ لي ولأُمي إن لم يُغْفَر لي (٣).

وقال ابن سعدٍ بإسناده عن ابن أبي مُلَيْكَةَ قال: لمّا طُعِن عمر جاء كعبُ الأحبارِ، فوقف بالباب يَبكي ويقول. واللَّه لو أنَّ أميرَ المؤمنين يُقْسِمُ على اللَّه أن يُؤَخِّره لأخَّرَه، فدخل ابن عباسٍ عليه فقال: يا أمير المؤمنين، هذا كعبٌ يقولُ كذا وكذا، قال: إذًا واللَّه لا أسألُه، ثم قال: ويلٌ لي وويلٌ لأُمّي إن لم يَغْفِر اللَّهُ لي.

وقال ابن سعد: قال صُهيب: واعُمَراه، واأخاه، من لنا بعدك؟ فقال عمر: مَهْ يا أخي، أما عَلمتَ أن المعولَ عليه يُعَذَّبُ؟


(١) طبقات ابن سعد ٣/ ٣٣١.
(٢) من قوله قبل ثلاث صفحات: ولما حمل إلى بيته دعا عبد الرحمن بن عوف. . . إلى هنا ليس في (ك).
(٣) الخبران في طبقات ابن سعد ٣/ ٣٣٤.