للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذِكْرُ أولاد المعظم:

[كان له ثلاثة أولاد من الذكور] (١) النَّاصر داود، والمغيث عبد العزيز، والقاهر عبد الملك، ومن البنات تسع، وقيل: إحدى عشرة.

[السنة الخامسة والعشرون وست مئة]

فيها نزل جلال الدين الخوارزمي على خِلاط مرَّةً ثانية، وهَجَمَ عليه الشِّتاء، فرحل عنها إلى أذربيجان، وخرج الحاجب علي من خلاط بالعسكر، فاستولى على خُوَي وسَلَمَاس ونَقْجوان، وتلك النَّواحي، وأخذ خزائن الخوارزمي وعائلته، وعاد إلى خلاط، فقيل له: بئس ما فعلتَ، وهذا يكون سببًا لهلاك العباد والبلاد. فلم يلتفت.

وفيها نجزت مدرسة الركن الفلكي بقاسيون، وذكر فيها ملك شاه الدرس.

ووصل عماد الدين بن الشيخ من مِصْر، ومعه ابن جلدك بالخِلَع والتقليد إلى الملك الناصر داود، وأقام ابن الشيخ بدمشق.

وفي ربيع الأول كانت الوقعة على باب صور بين العزيز عثمان وصارم الدين التِّبْنيني والفرنج، كمنوا لهم قريبًا من صور، فلما تعالى النهار خرج الفارس والرَّاجل بأغنامهم ومواشيهم، وخرج عليهم المسلمون، فقتلوا وأسروا منهم سبعين فارسًا، وساقوا الجميع، ولم يسلم من الفرنج سوى ثلاثة أنفس، [وكانت وقعة عظيمة] (١).

وحجَّ بالنَّاس من الشَّام علي بن السَّلَّار.

وفيها توفي

عبد الرحيم بن علي (٢)

ابن إسحاق بن شِيث القاضي، جمال الدين، القُرشي، العالم الفاضل.

كأنَّ الله تعالى قد جَمَعَ له بين الفَضْلِ والمروءة، والكرم [والفتوة] (١)، والإحسان إلى الخَلْق، ما قصده أحد في شفاعةٍ فردَّه خائبًا، وكان يمشي بنفسه مع النَّاس في قضاء


(١) ما بين حاصرتين من (ش).
(٢) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٣/ ٢١٧، و"المذيل على الروضتين": ٢/ ٦، وفيه تتمة مصادر ترجمته.