للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الحِكَم والأمثال، واختصَّ به المأمون.

وقال عليّ: التقى أَخوان متوادَّان، فقال أحدُهما لصاحبه: كيف وُدُّك لي؟ فقال: متوشِّح [بفؤادي] وذِكرُك سميرُ سُهادي (١)، فقال الآخَر: وأمَّا أنا فأُوجز في وصفي، ما أُحبُّ أن يقعَ على سواك طَرْفي.

[وفيها توفِّي]

محمدُ بن عبدِ الله

ابن محمدِ بن عبدِ الملك [البصري] أبو عبدِ الله الرَّقاشي، الزاهدُ العابد.

كان يصلِّي في كلِّ يومٍ وليلة أربعَ مئةِ ركعة، وهو من شيوخ [محمدِ بن إسماعيلَ] (٢) البخاري، سمع مالك بن أنس [وحمادَ بن زيدٍ وابنَ سلمة] (٣) وغيرَهم (٤)، وروى عنه ابنُه أبو قِلابة [وأبو حاتِمٍ الرازي].

وكان [مُتقنًا] ثقةً رحمةُ الله عليه [وهو والدُ أبي قِلابةَ الزاهد. وحكى الخطيبُ عن أبي حاتمٍ الرازيِّ (٥) أنَّه كان يقول: الرَّقَاشي ثقة].

محمُد بن عليِّ

ابنِ موسى بن جعفرِ بن محمد بن عليِّ بن الحسين بن عليِّ بن أبي طالب، أبو جعفر، وقيل: أبو محمَّد، وقيل: أبو عبدِ الله. ويلقَّب بالجَوَاد، والمرتضَى، والقانع [وأَشهرُ ألقابِه الجواد] (٦).

وُلد سنةَ خمسٍ وتسعين ومئة، وكان على منهاج أبيه في العلم [والجود] والتُّقى والسُّؤدَد والكرم، وهو الذي ذُكر أن المأمون زوَّجه ابنتَه أمَّ الفضل، وكان يعطيه في كلِّ


(١) في (خ) و (ف): فؤداي. والمثبت من تاريخ بغداد والمنتظم، وما بين حاصرتين منهما.
(٢) ما بين حاصرتين من (ب).
(٣) هو رافع بن سلمة الأشجعي، كما في تهذيب الكمال. وما بين حاصرتين من (ب).
(٤) في (خ) و (ف): وغيره.
(٥) في (ب): أحمد بن أحمد الرازي. والتصويب من تاريخ بغداد ٣/ ٤١٣.
(٦) ما بين حاصرتين من (ب).