للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال يعقوب بن سفيان: هو صدوق إلا أن في حديثه ضعفًا.

وقال الإمام أحمد رحمة الله عليه: هو ثقة. وقيل: إنه تغير في آخر عمره (١).

عمرو بن عُبيد بن باب

أبو عثمان البصري المعتزلي، وباب من سبي فارس وهو مولى آل عَرادة بن يربوع بن مالك.

وقال الخطيب: كان أبوه نَسَّاجًا، ثم صار شُرطيًّا للحجاج بن يوسف، وهو من سَبْي سجستان.

وقال الزبير: كان أبوه يخلف أصحاب الشُّرَط بالبصرة، فكان الناس إذا رأوه مع أبيه قالوا: خير الناس مع شرِّ الناس! فيقول أبوه: صدقتم هذا إبراهيم وأنا آزر.

وقال الهيثم: كان عمرو عالمًا زاهدًا ناسكًا عابدًا ورعًا عفيفًا، من أهل السنة، يجالس الحسن البصري، وحفظ عنه، واشتهر بصحبته، ثم أزاله عن ذلك واصل بن عطاء المعتزلي (٢)، وغيَّر أحواله، ونقله من القول بالسنة إلى الاقدر والاعتزال.

وقال أبو اليقظان: كان عمرو من دعاة يزيد الناقص في أيام بني أمية، ثم قال بإمامة أبي جعفر.

وكان أبو جعفر يعظمه ويحترمه ويمدحه ويقول: نَثرتُ الحبَّ للناس فلقطوا إلا عمرو بن عبيد.

ذكر نبذة من مواعظه لأبي جعفر:

قال عُقبة بن هارون: دخل عمرو بن عبيد على أبي جعفر المنصور وعنده المهدي بعد أن بايع له ببغداد، فقال له: يا أبا عثمان، عظني فقال: يا أمير المؤمنين، إن هذا الأمر الذي أصبح في يدك لو بقي في يد غيرك لما وصل إليك، وإني أُحذِّرك ليلة تَمَخَّضُ بيومٍ لا ليلة بعده، ثم أنشده: [من البسيط]


(١) طبقات ابن سعد ٧/ ٤٨١، وأنساب الأشراف ٢/ ٧٢، وتهذيب الكمال (٣٥٤٣)، والسير ٦/ ٢٠٤، وتاريخ الإسلام ٣/ ٩٠٨، وميزان الاعتدال (٤٣٠٩)، ولم أقف على كلام أحمد.
(٢) في (ب): الغَزَّال، وهو وصف لواصل، صحيح، انظر السير ٥/ ٤٦٤.