للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل]

ومنهم هِرَقْل، ولسبع سنين من ملكه هاجر رسولُ الله إلى المدينة، وهو الذي ضرب الدنانير والدراهم الهرَقْليَّة. وهو الذي كَتَب إليه رسول الله . ومات في أيام عمر بن الخطاب .

وملك بعده ابنُه قيصر، وهو الذي أجلاه أبو عبيدة وخالد بن الوليد عن الشام وإلى هلم جرَّا.

وقيل: عِدّة ملوكهم قبل ظهور النصرانية من المَلِك الذي نَهَشَتْه الحية إلى قسطنطين ثلاثون ملِكاً، ومن قُسطَنطين إلى مورق بن لاوي الذي كان في أيام عمر بن عبد العزيز ثلاثون ملكاً، أقاموا في المُلْك أربع مئة سنة.

[فصل في ذكر ملوك الطوائف]

وكانوا من الفُرس، وقيل: من النَّبَط، وقيل: من العرب، ويقال: هم الأَرْدَوان.

قال علماء السير: لما قَتل الإسكندر دارا بنَ دارا، وأوغل في بلاد الهند والصين، تغلَّب كلُّ قوم على ناحيةٍ، وكانوا أصنافاً، فكاتبهم الإسكندر، وكان مقصودُه تشتيتَ كلمتهم، وأن ينقادوا إلى ملِكٍ واحد (١). وكانوا بأسرهم يميلون إلى ملوك الجبال من نواحي الدّيْنَوَر ونَهاوَنْد، ويقال لهم: الأشغانيون، وكان يقال لملوك الطوائف: الأشغانيُّون، لميلهم إليهم، وكانت منازل النَّبَط منهم -وهم الأَرْدوان- على الفُرات مما يلي قصرَ ابن هُبَيرة إلى ناحية الطفوف وما والاها، وكانت ملوكُ العرب من مُضَر ابن نزار (٢) وربيعة وأَنْمار وقَحطان بالحجاز واليمن. وكان أرسطاطاليس هو الذي أشار على الإسكندر بمكاتبتهم واستمالتهم، وأقام كلُّ ملكٍ في أرضه، ومَن مات منهم وَرِثَه ولده أو قريبه، وكان مُلكُهم خَمْس مئة سنة، وكانوا تسعين ملكاً مفرَّقين في العراق والشام ومصر والحجاز واليمن.


(١) في مروج الذهب ٢/ ١٣٣: وكان مراد الإسكندر تشتيت كلمتهم وتحزيبهم وغلبة كل رئيس منهم على السقع الذي هو به فيعدم نظام الملك ولا ينقاد إلى ملك واحد يجمع كلمتهم.
(٢) في النسخ: مضر ونزار، والمثبت من مروج الذهب ٢/ ١٣٤.