على رسول الله ﷺ بردائه، فعرف الناس رسول الله ﷺ عند ذلك (١).
حديث الرَّحْل:
قال البراء بن عازب ﵄: جاء أبو بكر إلى أبي في منزله، فاشترى منه رَحْلًا بثلاثة عشرة درهمًا، وقال له: ابعث معي ابنك يحمله إلى منزلي. قال: لا، حتى تحدثني كيف صنعتما ليلة سريت مع النبي ﷺ؟ فقال: نعم، أسرينا ليلتنا كلها حتى قام قائم الظهيرة، وخلا الطريق فلا يمرُّ فيه أحد، حتى وقعت لنا صخرة طويلة لها ظل لم تَأْتِ عليه الشمس بَعْدُ، فنزلنا عندها فسوَّيتُ بيدي مكانًا ينام عليه رسول الله ﷺ في ظلها، وبسطت عليه فروة، ثم قلت: نَم يا رسول الله، وأنا أنفض لك ما حولك، فنام وخرجت أنفض ما حوله، هل أرى أحدًا من الطَّلَبِ، وإذا براعٍ يُقْبل نحو الصخرةِ بغنمهِ يريد منها الذيَ أردنا، فقلت له: يا غلام، لمن أنت؟ فقال: لرجل من أهل المدينة من قريش. فقلت: أفي غنمك لبن؟ قال: نعم. قلت: أفتحلب لي؟ قال: نعم. فاعتقل شاة، فقلت: انفض الضرع من القذا والشَّعر والتراب، ففعل، قال: ومعي إداوة أَرتوي فيها لرسول الله ﷺ يشرب منها ويتوضأ، فحلب لي كُثْبةً من لبن في قَعْبٍ، فصببت عليه من الماء حتى برد أسفله، وأتيت رسول الله ﷺ، وكرهت أن أُوقِظَه من نومه، فوقفت حتى استيقظ من نومه، فقلت: اشرب يا رسول الله من هذا اللبن فشرب حتى رضيت، وقال:"ألم يأن الرحيل؟ " قلت: بلى. فارتحلنا بعد الزوال، والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا منهم أحد إلا سراقة بن مالك بن جُعْشُم، ونحن في جَلَد من الأرض، فقلت: يا رسول الله، أُتينا؛ هذا الطلب قد لحقنا، فقال:"لا تَحزَن إنَّ اللهَ مَعَنا". حتى إذا دنا منا، وكان بيننا وبينه قِيدُ رمح أو رمحين أو ثلاثة وهو على فرس فبكيت، فقال:"ما يُبكيكَ؟ " فقلتُ: ما أبكي على نفسي بل عليك يا رسول الله. فقال:"اللَّهمَّ اكفِناهُ". فارتطمت قوائم فرسه إلى إبطها، ثم ثبتت فساخت في الأرض إلى بطنها، فوثب عنها وقال: يا محمد، قد علمت أن هذا عملك، فادع الله لي أن ينجيني مما أنا فيه، والله لأُعَمِّيَنَّ على مَنْ وَرائي من الطَّلَبِ وهذه كنانتي، فخذ منها سهمًا