للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوشع في جبال الشراة، وقيل: بجبل يقال له: جبل كنعان، وقيل: أفرائيم.

واختلفوا في سنِّه: ذكر جدي في "أعمار الأعيان" أنه عاش مئة وعشر سنين، وكذا الحسن بن عرفة (١). وقال أبو جعفر الطبري: عاش مئة وستًا وعشرين سنة. وقيل: مئة وعشرين سنة مثل موسى ، وكانت مدة بقائه بعد موسى سبعًا وعشرين سنة (٢)، في زمان منوشهر عشرين سنة، وفي زمان أفراسياب سبع سنين.

[من كان في أيامه من الملوك]

قال الكلبي: كان منوشهر قد هلك في آخر أيام يوشع وملك أفراسياب، وكان أكثر مقامه ببابل، فأكثر الفساد في الأرض، وأفسد مملكة فارس، ورَدَم القني والآبار وغوَّر المياه والأنهار، فيبست الأشجار، فوثب عليه رجل من ولد منوشهر يقال له: زو، وقيل: زومن، فطرده عن مملكة فارس، فعاد إلى الترك وأصلح زو ما أفسده أفراسياب، ووضع عن الرعية الخراج سبع سنين، فعمرت البلاد وكثرت الخيرات، واستخرج من الفرات نهرًا سماه الزاب بالسواد بأرض الكوفة، وبنى على جانبه مدينة وهي التي تسمى بالعتيقة، وكان عندها وقعات المسلمين مع الفرس. وهو أول من اتخذت له الألوان في الأطعمة. ولما جلس على سريره وضع التاج على رأسه وقال: نحن مجتهدون في عمارة ما أخربه أفراسياب؛ ثم مات فكان ملكه ثلاث سنين، وقيل: ثلاثين سنة، وقام بعده ولده كي قباذ، وكان متكبرًا شبيهًا بفرعون، وكان نازلًا عند جيحون، وجرت بينه وبين الترك حروب كثيرة، ومنعهم أن يتطرقوا لبلاد فارس؛ قالوا: وعاش مئة سنة (٣).

* * *


(١) "أعمار الأعيان" ص ٩٣.
(٢) "تاريخ الطبري" ١/ ٤٤٢.
(٣) انظر "المنتظم" ١/ ٣٧٩ - ٣٨٠، وتاريخ الطبري ١/ ٤٥٣.