للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فبكى وقال لفتاه: انطلق بهذه العجوز إلى الدار واقضِ لها كلَّ حاجة، فجاء إليها الغلام وقال: ما حاجتك يا عجوز؟ قالت: إن حاجتي مُحَرَّمةٌ أنْ يقضيَها غير يوسف، فجاء يوسف فوقف عليها فقال: ما حاجتك؟ فذكرت الثلاث حوائج، فقضاها، وأولدها اثني عشر ولدًا، ذكر هذا أبو الحسين ابن المنادي وغيره، وقد ذكره الثعلبي (١).

[ذكر وفاة يعقوب]

ذكر جدي أيضًا في "التبصرة" وقال: أقام يعقوب عند يوسف أربعة وعشرين سنة في أهنأ عيش، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى يوسف أن يحمله إلى الشام، فيدفنه عند أبيه إسحاق، ففعل (٢).

وقال مقاتل: لما مات يعقوب حمله يوسف في تابوت من مصر إلى الشام، ومضى معه بنفسه، ووافق ذلك يوم مات عيص فدفنا في مكانٍ واحدٍ كما ولدا من بطن واحد، وكان عمرهما جميعًا سواء مئة وستًا وأربعين سنة.

وقد ذكره الثعلبي بإسناده إلى وهب بن منبه وقال: دخل يعقوب إلى مصر وولده وهم اثنان وسبعون إنسانًا من رجل وامرأة وخرجوا منها مع موسى وهم ست مئة الف وخمس مئة وبضع وسبعون رجلًا سوى الذرية والهرمَى والزَّمْنَى، وكانت الذرية ألف ألف ومئتي ألف سوى المقاتلة. وذكر أن يوسف حمل أباه يعقوب إلى الشام فدفنه عند آبائه، وعاد إلى مصر، وذكر موت عيصو قال: ودفن هو ويعقوب في قبرٍ واحد، وحكى ما حكينا (٣).

[ذكر وفاة يوسف]

قال علماء السير: توفي يوسف بعد أبيه بمدَّة، فدفن في النيل في الليل في صندوق من مرمر، ولما مات تشاحَّ الناسُ فيه كلٌّ يريدُ يدفنه في محلَّته لما يرجو من بركته، وهموا بالقتال، ثم أجمعوا على أن يدفنوه في النيل حيث يفترقُ الماءُ عليه ثم تصل


(١) "التبصرة" ١/ ١٨١، والمنتظم ١/ ٣١٥.
(٢) "التبصرة" ١/ ١٨٢، والمنتظم ١/ ٣١٩.
(٣) تفسير الثعلبي ٥/ ٢٦٠.