للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل في النجوم]

قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ [الأنعام: ٩٧] وقال تعالى: ﴿وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾ [النحل: ١٦].

وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنّه قال: علم النجوم نافع عجز عنه الناس، ووددت أني علمته. أشار إلى معرفة نفس النجوم، لا إلى الأحكام.

واتفقوا على أن نور القمر من نور الشمس.

واختلفوا في نور الكواكب، هل هو من نور الشمس أم من نور آخر، على قولين:

قال الخَرَقي والنُّوبختي وأبو معشر وغيرهم: الكواكب المعروفة ألف واثنان (١) وعشرون كوكبًا:

منها الجَدْي، وهو أدلُّها على القبلة. قال الجوهري: والجدي نجم إلى جنب القُطب تُعْرَفُ به القبلة (٢). قال: والقُطب كوكب بين الجدي والفَرْقَدَين يدور عليه الفَلَك (٣).

وقال النُّوبختي: الجدي إلى جانب القطب الشمالي حوله أنجم دائرة كفراشة الرَّحى، في أحد طرفيها الفَرْقَدَان، وفي الطرف الآخر نجم مضيء يقابلها، وبين ذلك أنجم صغار، ثلاثة من فوق وثلاثة من أسفل، تدور حول الجدي والقطب دوران فراشة الرحى حول سَفُّودها، وحولها بنات نَعْش تدور والجدي والقطب لا يَبْرحان من مكانهما، وإنما يُستدل بالجدي على القطب.

وقال أبو معشر: الجدي قطب هذه الفراشة، وقيل: القطب قطبها، ويستدل عليه بالجدي إذا لم يكن قمر، فإذا قوي ضوء القمر خفي مكانه فلا يراه إلا الحديدُ النظر.

والسُّها إلى جانبه، وهو نجم خفي يَمتحن به الناس أبصارهم.


(١) في (ب): "ومئتان"، وانظر "عجائب المخلوقات" ص ٦٠.
(٢) "الصحاح": (جدي).
(٣) "الصحاح": (قطب).