للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن قتيبة في "أدب الكاتب": الجدي الذي تعرف به القبلة هو جدي بنات نَعْش الصغرى، وبناتُ نَعْش الصغرى بقرب الكبرى على مثال تأليفها، أربعة منها نَعْش وثلاث بنات، فمن الأربعة الفَرْقَدَان وهما المتقدِّمان، ومن البنات الجدي وهو آخرها. قال: والسُّها الذي يمتحن الناس به أبصارهم كوكب خفيٌّ في بنات نَعْش. وفي المثل: أُريها السُّها وتُريني القمر (١).

وكيفية معرفة القبلة بالجدي: أنك إذا جعلته وراء ظهرك في أرض الشام كنت مستقبل القبلة، وفي أرض العراق تجعله مقابل ظهر أذنك اليمنى على علوِّها فتكون مستقبلًا باب البيت إلى المقام، ومتى استدبَرْتَ الفَرْقَدَين أو بنات نَعْش كنت مستقبلًا جهة الكعبة.

وأمَّا الفَرْقَدان فنجمان مضيئان قريبان من القطب وهما ندمانا جَذيمة (٢).

وقال الجوهري: وبنات نَعْش الكبرى سبعة كواكب، أربعة منها نَعْش وثلاث بنات، وكذا بنات نَعْش الصغرى (٣).

وقال أبو حنيفة الدينوري: والقطب الشمالي والجنوبي لا يبلغهما شمس ولا قمر، والقطب الجنوبي عند مطلع سُهيل، لا يظهر إلا في جزيرة العرب.

ومنها سُهيل، وهو إلى جانب القطب الجنوبي ومطلعه من مهبِّ الجنوب، ثم يسير نحو المغرب فيصير في قِبلة المصلي وهناك يغيب.

وقال ابن قتيبة: سهيل كوكب أحمر منفرد عن الكواكب، ولقربه من الأرض تراه أبدًا كأنه يضطرب، وهو من الكواكب اليمانية (٤)، ومطلعه عن يسار القبلة (٥)، ويرى في جميع أرض العرب والعراق والشام، ولا يرى في بلاد أرمينية، وبين طلوعه


(١) "أدب الكاتب" ص ٩١ - ٩٢، وانظر "جمهرة الأمثال" ١/ ١٤٢، و"مجمع الأمثال" ١/ ٢٩١.
(٢) هو جذيمة بن الأبرش، وسيذكر المصنف قصته مع الفرقدين في فصل ذكر ملوك الحيرة.
(٣) "الصحاح": (نعش).
(٤) في (ل): "الثمانية".
(٥) في "أدب الكاتب": "عن يسار مستقبل قبلة العراق".