للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العملة مع هذا. فقرَّروه فاعترف، فقيل له: من أين علمت؟ فقال: اللصُّ يكون قويَّ القلب. [ومن هذا شيء كثير]

و [كان قد] سمع الحديث [من ابن شاهين وغيره]، وكان أصحاب الحديث إذا جاؤوا للسماع عليه يقول: ويحكم، هذا سمعناه على أن يكون فينا خير.

أم القائم بأمر الله (١)

واسمها قطر الندى، وقيل: بدر الدجى، وقيل: علم، وهي التي حبسها البساسيري، ولمّا انحدرت إلى واسط وأخذها معه فكانت في أسره، فلما وصل السلطان إلى واسط حُمِلَتْ إليه، كانت في الوقعة مع البساسيري، فبعث بها إلى الخليفة، وكانت قد أسنَّت وجاوزت التسعين سنة، وكانت أرمينيةً، وتوفيت يوم السبت الحادي والعشرين من رجب، وصلَّى عليها القائم في صحن السلام المغرب بمن حضر للخدمة، وكبَّر عليها أربعًا والتابوت بين يديه، ثمَّ حُمِل إلى الرُّصافة ودُفِنت عند القادر بالله، وجلس للعزاء عليها ببيت النُّوبة.

[وفيها تُوفِّي]

محمَّد بن عبيد الله بن أحمد (٢)

أبو الفضل، المالكي، المعروف بابن عُمْروس، ولد سنة اثنتين وسبعين وثلاث مئة [واشتغل بالفقه على مذهب مالك وبرع فيه حتى] انتهت إليه رئاسة المالكية ببغداد، وكان من القُرّاء المجوِّدين، وتُوفِّي في المُحرَّم [سمع أبا القاسم بن حَبابة والمخلِّص بن شاهين وغيرهم، وقال الخطيب: كتبتُ عنه] وكان ثقةً ديِّنًا، وأخرج له الخطيب حديثًا عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله : "من عيَّر أخاه بذنبٍ لم يمُتْ حتى يعمَلَه" (٣).


(١) المنتظم ١٦/ ٦٣ - ٦٤.
(٢) تاريخ بغداد ٩/ ٣٣٩، وفي المنتظم ١٦/ ٦٤.
(٣) في (خ) و (ف): يفعله، والمثبت من (م) و (م ١)، وهو الموافق لما في تاريخ بغداد، ومصادر التخريج. والحديث أخرجه الترمذي (٢٥٠٥) وحسنه! لكن في إسناده انقطاع، وفيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، وهو متروك.