ابن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي طالب، أبو إسحاق، وقيل: أبو القاسم، وأمه هند بنت أبي عُبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطَّلب بن أسد بن عبد العُزَّى بن قصي، وهو من الطَّبقة الخامسة من أهل المدينة.
وكان له من الولد: حسن، أمُّه أُمامة بنت عصمة بن عبد الله بن حَنظلة بن الطُّفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب. وعلي، لأم ولد.
وقد كان محمَّد بن عبد الله لما ظهر وغلب على مكة والمدينة وسُلِّم عليه بالخلافة؛ وجَّه أخاه إبراهيم هذا إلى البصرة، فدخلها أول يوم من رمضان سنة خمس وأربعين، فغلب عليها، وبَيَّض أهل البصرة معه، وخرج منهم ومعه عيسى بن يونس (١)، ومعاذ بن معاذ، وعبَّاد بن العَوَّام، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وجماعة كبيرة من الفقهاء وأهل العلم، فلم يزل بالبصرة شهر رمضان وشوال.
وقتل أخوه محمَّد بالمدينة، فلما بلغه ذلك استعدَّ وخرج يريد أَبا جعفر وهو بالكوفة، وكان عيسى بن موسى بالمدينة، فكتب إليه أبو جعفر يأمره أن يُقبل إلى الكوفة، وكان قد أحرم بعمرة، فرفضها وأقبل إلى أبي جعفر، فوجَّهه في القُوَّاد والجند والسلاح إلى إبراهيم، وأقبل إبراهيم ومعه جماعة كبيرة أكثر من جماعة عيسى، فاقتتلوا بباخمرى وهي على ستة عشر فرسخًا من الكوفة، وانهزم حُميد بن قَحْطبة وكان على مقدمة عيسى، وانهزم النَّاس معه، وعيسى يناشدهم الله فلا يَلْوون عليه، ومرُّوا منهزمين، وقال عيسى لحميد: الله الله في الطاعة، فقال: لا طاعة في الهزيمة.
ولم يبق مع عيسى أحد بينه وبين عسكر إبراهيم، وثبت عيسى في مئة رجل من خاصَّته وحشمه، فقيل له: لو تَنَحَّيتَ من مكانك حتَّى يَثوبَ النَّاس إليك فتَكُرَّ بهم، فقال: لا أزول من مكاني هذا حتَّى أُقتل أو يفتح الله علي، ولا يقال: إنه انهزم.
وتقارب الفريقان، وإذا قد أقبل فارس نحو عسكر إبراهيم قد عصب رأسه بعصابة
(١) في (خ) و (ب): عيسى بن مولى ويونس، والمثبت من طبقات ابن سعد ٧/ ٥٣٨، وتاريخ الطبري ٧/ ٦٣٤، وسيرد أن عيسى بن مولى سار إلى إبراهيم وقاتله حتَّى استأصله.