للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال بعضهم: إنما ولي بعد كي خسور [كي] قابوس من ولد أفريدون، وتجبَّر وطغى، وسار إلى اليمن وبها ملك يقال له: شمريرعش، فخرج إليه [شمر]، فأسر كي قابوس وحبسه في أضيق الحبوس، فنظرت إليه ابنةٌ لشمر فهويته، واسمها: سعدى، وكانت تحسن إليه وإلى أصحابه سرًّا مدة أربع سنين، فسار إليه رستم من خراسان في أربعة آلاف سرية (١)، فلم يشعر به شمريرعش إلا وقد بغته، فقتله، واستنقذ كي قابوس وردَّه إلى مُلكه، فأخذ سعدى معه إلى بابل، وأحسن إليها، فهويت ولده سياووس فلم يطاوعها، فأغرت بينه وبين أبيه حتى كان من أمره مع أفراسياب ما ذكرناه، وتزويجه ابنته وقتله إياه، وقتل كي خُسرو أفراسياب بأبيه على ما ذكرناه. ويقال: إن رستمًا قتل سعدى. والرواية الأولى أشهر.

وقيل: إن كي خسرو لم يكن له عقب، فعمد إلى لهراسب لأنه من بيت الملك.

ويُروى أن كي خسرو غزا الشام والمغرب، وسبى امرأةً من بني إسرائيل اسمُها دنيا، فتزوجها، فيقال: إنها كانت سببًا لرجوع بني إسرائيل إلى القدس.

[فصل]

ولما مات بشتاسف مَلَك بعده ولدُه اسفنديار، ويقال: أردشير، ويقال: بَهْمَن، وهو جدُّ دارا الأكبر وأبوساسان، ومعنى بَهْمَن: الحسن.

ويقال: إن بَهْمَن ابنُ اسفنديار بن بشتاسف، وكانت أمُّ بَهْمَن من بني إسرائيل ولدِ سليمان ، وجرت له مع رستم حروب، وكان ملك بهمن عشرين ومئة سنة (٢).

وفي أيامه رُدَّ البيتُ المقدَّس إلى بني إسرائيل، وقيل: إنما رُدَّ في زمان كورش الفارسي نائب بَهْمَن بالعراق، وكان بَهْمَن ببلخٍ يومئذٍ، ويقال: إن دانيال الأصغر خالُ بَهْمَن. وملك يَهْمَن الأقاليم كلَّها.


(١) في مروج الذهب ٥/ ١١٩ وما بين معكوفين منه: أسرى رستم من سجستان سرية في أربعه آلاف.
(٢) في تاريخ الطبري ١/ ٥٦٩، ومروج الذهب ٢/ ١٢٧، والتنبيه والإشراف ص ٩٨، والبدء والتاريخ ٣/ ١٥٠، والمنتظم ١/ ٤٢١ أن ملكه كان مئة واثنتي عشرة سنة، وقيل: ثمانين سنة.