للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قيل: كان عبد الله بن جُدْعان عقيمًا، فادَّعى رجلًا وسمَّاه زهيرًا، وكنَّاه أبا مُليكة، وولدُه كلُّهم ينسبون إلى أبي مُليكة.

وكان عبد الله [بن جُدْعان] جوادًا، وله مال عظيم، وكانت له جَفْنة عظيمة مباحة للناس، فلما أسَنَّ حَجَرَ عليه رَهْطُه، فكان إذا أعطى أحدًا رجعوا فأخذوه منه، فكان يقول للسائل: كُنْ قريبًا مني حتى ألطمك، وقل: ما أريد إلا لطمتي، أو ما أريد من المال (١). فلما رأى ذلك أهلُه؛ خلَّوْا بينه وبين ماله، فقال:

إني وإنْ لم يَنَلْ مالي مدى خُلُقي … وهَّابٌ ما ملكَتْ كفّايَ من مالِ

لا أحبسُ المال إلا حيث أتلِفُهُ … ولا يُغيِّرُني حالٌ على حالِ (٢)

توفي عبدُ الله بمكة سنة سبع عشرة ومئة، وروى عن ابن عباس، وابن الزبير، وعقبة بن الحارث، وعائشة، وكان ثقة كثيرَ الحديث.

وأخوه أبو بكر لأبيه وأمِّه، روى الحديث، وله عقب (٣).

عبد الرحمن بن هرمُز

الأعرج، أبو داود، مولى محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، من الطبقة الثانية من أهل المدينة، وكان عالمًا فاضلًا.

خرج إلى الإسكندرية مرابطًا، فأقام بها حتى مات في سنة سبع عشرة ومئة، وكان ثقةً كثيرَ الحديث (٤).

أسند عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخُدْري، وغيرهما، وأخرج البخاري عنه في "صحيحه" (٥).


(١) لعل صواب العبارة: أو أريد من المال. ولفظ "بن جُدْعان" السالف بين حاصرتين زيادة من عندي لئلا يلتبس بصاحب الترجمة.
(٢) المنتظم ٧/ ١٨٠. وينظر "أنساب الأشراف" ٨/ ٢٦٠ و ٢٦٦، و"المعارف" ص ٤٧٥.
(٣) طبقات ابن سعد ٨/ ٣٣. وينظر "أنساب الأشراف" ٨/ ٢٦٧. ولم ترد ترجمة ابن أبي مُليكة في (ص).
(٤) طبقات ابن سعد ٧/ ٢٧٩.
(٥) ينظر "تهذيب الكمال" ١٧/ ٤٦٩، وذكر المزّي فيه أنه روى له الجماعة.