للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وفيها توفي

عبد الله بن محمد بن عبد الله الصوفي (١)

أبو القاسم، شيخ رباط المأمونية ببغداد، وكان زاهدًا عابدًا، متورعًا، حسن العقيدة] (٢).

[السنة الثانية والتسعون وخمس مئة]

فيها بعد خروج الحاج من مكَّة هبَّت ريحٌ سوداء عمَّتِ الدُّنيا، ووقع على الناس رملٌ أحمر، ووقع [من] (٢) الركن اليماني قطعةٌ، وتحرَّك البيت الحرام مرارًا، وهذا شيءٌ لم يعهد منذ بناه ابن الزُّبير ، وأعاده الحَجَّاج، وإلى هلمَّ جرا.

وفيها كانت الوقعة بين ميالجق مملوك خوارَزْم وبين ابن القَصَّاب وزير الخليفة على باب هَمَذَان، كان ابن القصَّاب لما استولى على خوزستان طَمِعَ في البلاد، فتقدَّم إلى هَمَذَان، ثم سار إلى أصبهان، فولى عليها عماد الدين طغريل صاحب البصرة مملوك الخليفة، وبلغ خوارزم شاه، فبعث إليهم يقول: هذه البلاد فتحتها بسيفي وقتلت عدوَّكم، فارجعوا وإلا فأنتم خبر، فجمع الوزير الأمراء واستشارهم، فقالوا: الرأي ما ترى، فقال: ما بعد الرِّبْح إلا الخسارة، وقد فتحنا خوزستان، والمَصْلحة رجوعنا. فلم يوافقه طغريل صاحب البصرة، وطغتكوا صاحب اللِّحْف، وكان خوارزم شاه قد قطع جيحون في خمسين ألفًا، وقدَّم بين يديه مملوكه ميالجق في خمسة آلاف، وعسكر الخليفة بأصبهان، وكان بها شحنة أسود من قبل خوارزم شاه ورئيسها الصَّدْر بن الخُجَنْدي، وكان عظيمًا من بيت الرياسة، فاتهمهما طغريل بمكاتبة الخوارزمي، فاستدعاهما إليه، وذبحهما بين يديه، وقيل: إنما قتلهما سُنْقُر الطَّويل، وهو كان شحنة أصبهان، ثم رحلوا إلى هَمَذَان، فنزلوا على بابها، ومَرِضَ الوزير من أصبهان إلى


(١) لم أجد له ترجمة فيما لدي من مصادر.
(٢) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).