للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستعمله رسول اللَّه ﷺ عام حجَّ على هوازن، لصدقتها، واستعمله أبو بكر على أهل عُمان لما ارتدُّوا، واستشهد عكرمة باليرموك في أيام أبي بكر، وقيل: بأجنادين، وقيل: بمرج الصُّفَّر، وقيل: على دمشق، والقول الأول أصحّ.

قال سيف: لما رأى عكرمةُ يوم اليرموك غَلَبةَ الروم قال: قاتلتُ رسول اللَّه ﷺ في كلِّ موطن، وأفرّ من هؤلاء اليوم؟!، ثم قال: مَن يُبايع على الموت، فبايعه أربع مئةٍ من وجوه المسلمين وفرسانهم، فقاتلوا بين يدي فُسطاط خالد بن الوليد، فانثنوا جمعيًا جرحى وقتلى، وأُتي خالد بعكرمة جريحًا، فوضع رأسَه على فخذه، وأتي بعمرو بن عكرمة، فوضع رأسه على ساقيه، وجعل يمسح الدم عن وجهيهما، ويقطر الماء في حلقيهما ويقول: زعم ابن حنتمة أننا لا نحب الشهادة (١)، وكان عكرمة يركب الأَسِنَّة حتى أنفَذَتْه، وخالد يقول: ليت ابن حَنْتمة ينظر إلى ابن عمي كيف يركب الأسِنّة.

وقال الشيخ موفق الدين: ترجّل عكرمة يوم اليرموك، فقال له خالد: لا تفعل؛ فإن مُصابك على المسلمين شديد، فقال: دَعْني يا خالد، فإنه كانت لك مع رسول اللَّه ﷺ سوابق، ثم قاتل قتالًا شديدًا، فوجدوا به بضعًا وسبعين جِراحة (٢). ولعكرمة رواية عن رسول اللَّه ﷺ (٣).

[عمرو بن أوس]

ابن عَتيِك الجُشَمي، من الطبقة الثانية من الأنصار، شهد أُحدًا وما بعدها مع رسول اللَّه ﷺ، واستشهد يوم جسر أبي عبيد، وأخوه الحارث بن أوس قُتل بأجنادين، وأخوهما عُمَير بن أوس قتل يوم الحَرَّة (٤).


(١) تاريخ الطبري ٣/ ٤٠١.
(٢) التبيين ٣٦٥.
(٣) انظر في ترجمته طبقات ابن سعد ٥/ ٤٤٤ - ٤٤٥ و ٧/ ٤٠٤، والاستيعاب (١٩٩١)، والمنتظم ٤/ ١٥٥ - ١٥٧، والإصابة ٢/ ٤٩٦.
(٤) في طبقات ابن سعد ٤/ ٢٤٥ - ٢٤٦ أن المقتول يوم الحرة هو عامر بن أوس، وأن عمير بن أوس قتل يوم اليمامة، وانظر الاستيعاب (١٧٥٥) و (٤٠٨) و (١٧١٣)، والإصابة ٢/ ٥٢٥.