للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان من خيار بني مروان، ولم يكن بمصر في أيام بني أمية أفضلَ منه، كان يأتي خراب المعافر راكبًا على فرس في السنة يومًا، فيدفع إلى عجائز هناك ما يكفيهنَّ طول السنة.

وكان خلفاء بني أمية يكتبون إلى أمراء أهل مصر لا يعصون له أمرًا.

وولدُه بالأندلس منهم بقيَّة، وكان لعمرو من الولد: إبراهيم، ومحمد، والوليد، وعبد الملك.

وروى عنه الحديث يزيد بن أبي حبيب وغيره (١).

[السنة السادسة عشرة بعد المئة]

فيها تزوَّج الجُنَيدُ الفاضلةَ ابنةَ المهلَّب بن أبي صُفْرة، وبلغ هشامًا فغضب، وعزله، وولَّى عاصمَ بنَ عبد الله بن يزيد الهلالي على خُراسان، وقال له: إنْ أدركتَه حيًّا فأزْهِقْ نفسَه.

فقدم عاصمٌ خُراسان وقد مات الجُنَيد، وكان بالجُنَيد مرض البَطَن.

دخل عليه جَبَلَة بن أبي روَّاد عائدًا، فقال له: يا جَبَلَة، ما يقول الناس؟ قال: يتوجَّعون للأمير. فقال له: ليس عن هذا أسألُك. وأشارَ بيده نحو الشام. فقال: يقولون: يقدَمُ على خُراسان يزيد بن شجرة الرُّهاوي. فقال: ذاك سيِّدُ أهلِ الشام. قال: ومَنْ؟ قال: عاصم الهلالي. فقال: لا مرحبًا به ولا أهلًا، إنه عدوّ جاهل (٢). ومات قبل قدومه.

وفيها كانت الحرب بين الحارث بن سُرَيج (٣) وبين عاصم وأهلِ خُراسان، وخلع الحارثُ هشامَ بنَ عبد الملك، ودعا إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله والرضى من آل محمد ، وقصدَ مدينةَ بَلْخ وبها نصر بن سيَّار، فلَّما وصل إلى قنطرة عطاء- وهي


(١) ينظر "تاريخ دمشق" ٥٤/ ٢٧٠ - ٢٧١، و"المنتظم" ٧/ ١٦٨.
(٢) في "تاريخ" الطبري: جاهد. والكلام فيه ٧/ ٩٣.
(٣) في (ب) و (خ) و (د) (والكلام منها): شُريح، وهو خطأ. والمثبت من "تاريخ" الطبري ٧/ ٩٤. وذكره ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" ٥/ ٣٢٧ وقال: صاحب الحروب والفتن … حدَّث شعبة عن زياد بن علاقة، عن عرفجة، أن النبي قال: "من خرج على أمتي وهم جميع يريد أن يفرّق بينهم، فاقتلوه كائنًا من كان". قال شعبة: كنت سمعت خالد بن سلمة المخزومي يحدّث ذلك عن زياد بن علاقة حين خرج ابن سُريج بخراسان ويلعن ابنَ سُريج.