للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت لعبد الله بن عامر بنتُ عمّ يقال لها: كَيِّسَة (١)، وكانت قبلَه عند مُسَيلِمَةَ الكذَّاب (٢).

وعبدُ الله بنُ عامر الهَمَّداني

من أهل الأردنّ، كنيتُه أبو عبد الرحمن، كان على شرطة يزيد بن معاوية بعد حُميد بن حُريث الكلبي.

وشَتَا عبدُ الله بالروم سنة خمسين، وحدَّث عن معاويةَ بنِ أبي سفيان، وروى عنه سليمانُ بنُ موسى الدمشقيّ.

وقال ابن عساكر (٣): دخلَ عبدُ الله بنُ عامر على عبد الملك بنِ مروان، فكلَّمه في رجل من قومه، وقال: يا أمير المؤمنين، نحن نضمنُه لك، وإن كان هذا الرجل ينعزل (٤)؛ فعفوُك يسعُه. فقال: لا، ولكن وجدتُكم يا معاشر اليمن أقلَّ شيءٍ شُكرًا. فقال ابن عامر: كلا، ما أَتَينا أمرًا ساءك، ولو كنَّا فعلنا وكان هذا الكلامُ منك؛ لكان قبيحًا. وايمُ اللهِ، لولا حقُّ الطاعة لعلمتَ أن هذا الكلام يُرَدُّ عليك، وإنما استُعديتَ لِتَعَدَّى، وشُفِّعْتَ لِتَشْفَعَ، وإنَّا انْقَدْنا لأبيك ولك انْقِياد الجَمَل الإلْف، ورَفْرَفْنا حواليك رَفْرَفَةَ الطائر، وأمرتَ فسارَعْنا، ونهيتَ فارْتَدَعْنا، ودعوتَ فسمعنا وأطعنا، كأنَّك لم تسمع بيومِ راهِط (٥) وقد أحرضَ الموتُ بمروان (٦) حتى استجار بقحطان.


(١) وهي زوجتُه، وولدَتْ له عبدَ الله، وعبدَ الملك، وزينب، كما سلف أوَّل فقرة "ذكر أولاده"، وتحرَّف اسمها في (ب) و (خ) إلى: كبشة. وينظر "توضيح المشتبه" ٧/ ٢٧٣.
(٢) التبيين في أنساب القرشيين ص ٢٢٩، وينظر "نسب قريش" ص ٢٢٩.
(٣) تاريخ دمشق ٩/ ٤٧٤ (مصورة دار البشير) وما قبله منه.
(٤) رسمُها في (ب) و (خ): ببعدك (؟) والمثبت من "تاريخ دمشق".
(٥) راهط، موضع في الغوطة من دمشق في شرقيّه بعد مرج عذراء من جهة حمص، وكانت به وقعة مشهورة سنة (٦٤) بين الضحاك بن قيس الذي دعا لمبايعة عبد الله بن الزبير، وبين مروان بن الحكم، وكانت الغلبة لمروان بعد مكيدة كادها، وقُتل الضحاك. ينظر تفصيل الخبر في "تاريخ الطبري" ٥/ ٥٣٥ - ٥٤٤، و"العقد الفريد" ٤/ ٣٩٤ - ٣٩٨، و"معجم البلدان" ٣/ ٢١. وسيرد في السنة المذكورة.
(٦) يعني مروان بن الحكم أبا عبد الملك. ووقع في "تاريخ دمشق" ٩/ ٤٧٥ (مصورة دار البشير): الحوب، بدل: الموت.