للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة الحادية عشرة وست مئة]

[وفيها عزل الخليفة عماد الدين ابن الدَّامغاني، وولى الزنجاري القضاء] (١).

وفيها ملك أقسيس بن الكامل اليمن، ولقب بالملك المسعود، وكان جَبَّارًا فاتكًا، قيل: إنه قتل باليمن ثماني مئة شريف، وخَلْقًا من الأكابر والعظماء، ولو لم يحجَّ المعظم، وظَنَّ أهلُ اليمن أَنَّه وصل إليهم لَمَا قَدَرَ أقسيس على اليمن.

وفيها أخذ المعظم قلعة صَرْخد من ابنِ قَرَاجا، وعوَّضه عنها مالًا وإِقطاعًا.

وحج بالنَّاس من العراق أبو فراس بن ورَّام نائبًا عن محمَّد بن ياقوت، [ومن الشام العلم الفقيه نصر الله الجَعْبَرِي، إمامُ المعظم] (١).

وحج المعظم [في هذه السنة] (١) ومعه [جماعة من خواصِّه] (١): عز الدين أيبك، وعماد الدين موسك، والظَّهير بن سُنْقُر الحلبي، وغيرهم، وسلكوا طريق العُلا وتبوك، وجدَّد المعظم البِرَك والمصانع، وأحسن إلى النَّاس، وتلقاه سالم أمير المدينة، وخَدَمه، وقدَّم له الخيل والهدايا، وسلَّم إليه مفاتيح المدينة، وأنزله في داره وفتح الأهراء، وخدمه خدمةً عظيمة، وسار إلى مكة، فالتقاه قتادة أمير مكة، وحَضَرَ في خدمته.

قال المصنف : حكى لي المعظم ، قال: قلتُ له -يعني أمير مكة-: أين ننزل؟ فأشار إلى الأبطح بسوطه، وقال: هناك. فنزلنا، وبعث له هدايا يسيرة.

وحجَّ المعظم على مذهب أبي حنيفة، وأتى بجميع المناسك، وأحرم قارنًا، وبات بمِنى ليلة عرفة، وصلَّى بها الصَّلوات الخمس، وسار إلى عرفة، وقضى نُسْكَه كما أمر الله تعالى، ولقد رأيتُ كتفه بعد ما عاد وقد أكلته الشمس وانقشط، وقيَّحَ، فقلتُ: ما هذا؟!، فقال: ما غطَّيتُ رأسي ولا كتفي مُدَّة ثلاثة عشر يومًا.


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).