للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأبو بكر [بن] عبد الرحمن بن المِسْوَر كان شاعرًا، وهو القائل (١):

بينما نحنُ بالبَلاكِثِ فالقا (٢) … عِ سِراعًا والعِيسُ تهوي هُوِيَّا

خَطَرَتْ خَطْرَةٌ على القلبِ من ذِكـ … ـراكِ وَهْنًا فما استطعتُ مُضِيَّا

قلتُ لبَّيكِ إذ دعاني لكِ الشَّوْ … قُ وللحادِيَينِ (٣) كُرَّا المَطِيَّا

وكان للمِسْوَر من الولد [أيضًا] (٤): عبدُ الله، وهشام، ومحمد، والحصين (٥)، وحفصة، أمُّهم بنتُ الزِّبرقان بن بدر، وبُرَيهْة، وأمّها بادية بنت غَيلان الثقفي، وعَمْرو، وحمزة، وجعفر، وعَوْن، لأمَّهات أولاد شتَّى.

مصعب بنُ عبد الرحمن بن عوف

أبو زُرارة، من الطبقة الأولى من التابعين من أهل المدينة، وأمّه أمّ حُرَيث (٦) من سَبْي بَهْراء، من قُضاعة.

وكان شجاعًا، وكان على شرطة مروان بالمدينة، فأمره أن يهدم دور بني هاشم ومن كان في حيِّزهم (٧)، فقال: أيها الأمير، إنه لا ذنب لهؤلاء، وما أنا بفاعل، فقال مروان: انتفَخَ سَحْرُك (٨)، أَلْقِ سيفَنا.


(١) كذا نَسبَ الأبيات ابن قتيبة في "الشعر والشعراء" ٢/ ٥٦٢، والتبريزي في "شرح الحماسة" ٣/ ١٢٤ لأبي بكر بن عبد الرحمن بن المسور، وذكر ابنُ قتيبة أنها من الشعر الذي نُحِلَهُ مجنون ليلى. ونَسَبَ الزبير بن بكار الأبيات - فيما ذكر ابن عبد ربّه في "العقد" ٦/ ٤٧ - للمسور بن مخرمة، ونَسبَ ياقوت الأبيات في "معجم البلدان" ١/ ٤٧٨ لكُثَيِّر، ونُسب في "الحماسة" (الشرح المذكور)، وفي "اللسان" (بلكث) ٢/ ١١٩ لبعض القرشيين.
(٢) بَلاكِثُ والقاع: موضعان بالمدينة.
(٣) في (خ) (والكلام منها): قلت للشوق إذ دعاني لبيك وللحاديَيْن … والمثبت من المصادر المذكورة قبل.
(٤) كذا وقع سياق الكلام في (خ) (والكلام منها فقط) وزدتُ لفظة "أيضًا" بين حاصرتين من أجل السياق. فقد سلف ذكر بعض ولده. وينظر "طبقات" ابن سعد ٦/ ٥٢١.
(٥) بعده في (خ): وعون. وسيرد اسمه، والمثبت من "طبقات" ابن سعد ٦/ ٥٢ أو الكلام منه.
(٦) في (خ): أمَّ حرب. والتصويب من "طبقات" ابن سعد ٣/ ١١٨ - ١١٩ و ٧/ ١٥٦.
(٧) كذا وقع في (خ) (والكلام منها) وهو وهم. وإنما الذي أمره بهدم دور بني هاشم (ودورِ بني أسد أيضًا) عمرُو بن سعيد الأشدق والي المدينة ليزِيد وذلك لما أبي الحسين بنُ علي وعبد الله بنُ الزبير بيعةَ يزيد.
وقد كان مصعب بن عبد الرحمن على شُرط عَمرو، وقبل ذلك على شُرَط مروان في زمن معاوية. ينظر "نسب قريش" ص ٢٦٨، و"الأغاني" ٥/ ٧٤ - ٧٥.
(٨) كذا وقع، وإنما القائل عمرو بن سعيد الأشدق، وينظر التعليق السالف قبله. قوله: انتفَخَ سَحْرُك، أي: رئتُك؛ أي: تجاوَزْتَ قدرك. وقال ابن الأثير في "النهاية" ٢/ ٣٤٦: يقال ذلك للجَبَان.