للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عساكرٍ وقال: كان حَرِيزٌ منحرفًا عن علي بن أبي طالب (١)، وقد روى ابنُ عيَّاش قال: سألتُ حَريزًا عن هذا فقال: واللهِ ما سببتُه قطّ، رحم اللهُ عليًّا. قاله مئةَ مرَّة. فيحتمل أنَّه رجع عن ذلك.

أَسند حَريزٌ عن عبد الله بن بُسرٍ من الصحابة، وروى عن جماعةٍ من التابعين، وروى عنه إسماعيلُ بن عباس وغيرُه.

وقال الخطيبُ (٢): قدم بغدادَ وحدَّث بها. فمن رواياته: قال: سمعتُ الوليدَ بن عبدِ الملك يقول على مِنبر دمشق: هذا الذي يرويه الناسُ عن النبيِّ أنَّه قال لعليِّ بن أبي طالب: "أنتَ منِّي بمنزلة هارونَ من موسى" إنما هو: أنت منِّي بمنزلة قارونَ من موسى.

قلت: وهذا من أدلِّ الدليلِ على أنه كان يُبغض عليًّا، وأما هذا الحديثُ فقد ضعَّفه الرُّواة، وقال الخطيب (٣): في إسناده عبدُ الوهاب بنُ الضحَّاك، كان كذَّابًا. وقد ذكرناه في ترجمة الوليدِ بن عبدِ الملك.

وقال الواقدي: توفي حَرِيزٌ سنةَ ثلاثٍ وستين ومئةٍ وله ثلاثٌ وثمانون سنة. وقيل: سنةَ ستٍّ وستِّين ومئة (٤).

عيسى بنُ عليِّ

ابن عبدِ الله بن عباس، عمُّ أبي العباسِ وأبي جعفرٍ المنصور، وأخو محمدِ بن عليّ، وأخو عبدِ الله وعبدِ الصمد وداودَ وسليمانَ بَني عليّ. وذكره ابنُ سعدٍ في الطبقة الرابعةِ من أهل المدينة، قال: وأمُّه أمُّ ولد، وهي أمُّ داودَ بنِ علي، وكان عيسى بنُ علي من أهل العافية، لم يَلِ لأهل بيتِه عملًا حتى توفِّي في خلافة المهديّ. هذا قولُ ابنِ سعد (٥).


(١) نقل في تاريخه ٤/ ٣٣٣ (مخطوط) عن ابن ماكولا قولَه: كان يرمى بالانحراف عن علي، وعنه في ذلك اختلاف.
(٢) في تاريخه ٩/ ١٨٢.
(٣) في تاريخه ٩/ ١٨٦. والكلام هنا في رواية: أنت مني بمنزلة قارون من موسى. وأما الرواية الأخرى فهي في صحيح البخاري (٣٧٠٦) و (٤٤١٦)، وصححيح مسلم (٢٤٠٤) من حديث سعد بن أبي وقاص .
(٤) لم أقف على هذا القول.
(٥) في طبقاته ٧/ ٤٧٢.