للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقال الصوليّ: قال] لها بعضُ الشعراء: أجيزي قَولي:

وما زال يشكو الحبَّ حتَّى رأيتُه … تنفَّس من أحشائِه وتكلَّما

فقالت:

ويبكي فأبكي رحمةً لبكائه … إذا ما بكى دمعًا بَكَيتُ له دمًا (١)

[فصل: وفيها تُوفِّي

[المازيار]

صاحبُ طبرستان واسمُه محمَّد بن قارن،] (٢) كان مباينًا لعبد الله بن طاهر، وكان الأفشين [يدسُّ] إليه ويشجعه، ويحملُه على خلاف المعتصم، فخالف وصادر النَّاس بطبرستان وأذلَّهم، وجعل السلاسلَ في أعناقهم، وهدم أسوارَ المدن، فهرب النَّاس منه إلى خراسان [إلى عبد الله بن طاهر] وكتبَ المعتصم إلى عبد الله بن طاهر، فأمره بقتاله، فبعثَ إليه عمَّه الحسن بن الحسين بن مصعب، فحاربَه وأحاط به في سنة خمس وعشرين ومئتين، [وقد ذكرناه] وأخذه [الحسنُ] أسيرًا، وقتل أخاه قوهيار، وجاء به إلى عبد الله بن طاهر، فوعَده إن هو أظهرَه على كُتب الأفشين إليه أن يشفع فيه عندَ المعتصم، فأقرَّ له المازيار بالكتب، فأخذَها ابنُ طاهر منه، وبعثَ بها وبالمازيار إلى المعتصم، فسألَ المعتصمُ المازيار عن الكتب فلم يقرّ بها، فأمر بضربه حتَّى مات، وصلِبَ إلى جنب بابك (٣)، [كما ذكرنا أنَّه وافقه على أشياء.] (٤)

وقال الصوليُّ: أدخل المازيار سُرَّ من رأى في شوال، وكان المعتصمُ قد أمر أن يركب على الفيل، فامتنع، فأُدخِل على بغلٍ بإكاف، وقيل: كان ذلك في ذي القعدة.

وكان الأفشين قد حُبِسَ قبله بيوم، وجلس المعتصم [في مجلس الخلافة، وأمرَ أنْ يُجمعَ بين المازيار والأفشين]، فجمع بينهما، فأقرَّ المازيار أنَّ الأفشين كان يكاتبُه


(١) المنتظم ١١/ ١١٢ - ١١٣، وانظر الأغاني ٢٣/ ٨٧، والعقد الفريد ٦/ ٥٩.
(٢) في (خ) و (ف): محمَّد بن قارن المازيار صاحب طبرستان. والمثبت من (ب).
(٣) تاريخ الطبري ٩/ ٩٩ - ١٠٠.
(٤) ما سلف بين حاصرتين من (ب).