للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم مات طهمورت، واختلفوا في سنه قيل: إنه عاش مئة سنة، وذكر جدي في "أعمار الأعيان" (١) أنه عاش ألف سنة.

[فصل]

ثم ملك بعده أخوه جَمْ شِيد، وتفسيره: سيّد الشعاع، وكان ينزل بفارس، وقد ذكره أبو جعفر الطبري في "تاريخه" فقال: ملك الأقاليمَ كلَّها، وسُخِّر له مَن فيها من الجن والإنس، وجعل الناسَ أربع طبقات: مقاتلةً، وفقهاءَ، وخدمًا، وحَرَّاثين، ووكَّل الشياطين بقطع الصخور وأذَلَّهم.

والفرس تزعُم أنه سليمان ، وأمر بعمل عجلة من زجاج، فكان يَركب عليها، وتحملُه الشياطين في الهواء من دُنْباوَنْد إلى بابل في يومٍ واحدٍ، فاتّخِذَ ذلك اليوم نَيروزاً، وهو الذي قتله الضَّحَّاك ونشَره بالمِنشار على ما بيَّنا فيما تقدَّم (٢).

وهو أول مَن أحدث النَّيْروز، وأقام ست مئة سنة مطيعًا لله تعالى، ثم طغى وتجبَّر، وبغى وادَّعى الربوبية، فطلبه الضحاكُ فهرب من بين يديه مئة سنة، ثم ظَفِر به فنَشَره، وقيل: إنه مَلَك ألفَ سنة، وقيل: خمس مئة سنة (٣).

[فصل]

ثم ملك بعده الضحاك بن الأهبوب، والعرب تَزعم أنه منها (٤)، وقد ذكرناه في سيرة نوح، وأن أفريدون قتله وكابي، وأنه عاش ألف سنة (٥)، وفيه يقول أبو نُواس: [من المنسرح]

وكان منَّا الضَّحاكُ تَحذَرُه الـ. . . ـخابِلُ (٦) والوحشُ في مسارِبِها


(١) ص ١٢٨.
(٢) مرآة الزمان قصة سليمان وقصة الضحاك.
(٣) تاريخ الطبري ١/ ١٧٦ - ١٧٨ و ٢٠٠ - ٢٠١، وانظر مروج الذهب ٢/ ١١٢ - ١١٣، والبدء والتاريخ ٣/ ١٤٠ - ١٤١، وتجارب الأمم ١/ ٦ - ٧.
(٤) انظر المحبر ص ٣٩٣.
(٥) انظر سيرة نوح في الجزء الأول.
(٦) في النسخ: الحامل، والتصحيح من تاريخ الطبري ١/ ١٩٤، وديوانه ٢/ ٢ (برواية حمزة)، وانظر مروج الذهب ٢/ ١١٤، والخابل: الجن.