للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السنة الرابعة والخمسون وثلاث مئة (١)

فيها عُمل يوم عاشوراء ببغداد ما جرى به الرسم من النوح ونحوه، ومُنع الناس من البيع والشراء.

وفيها وثب غِلمان سيف الدولة على غلامه نجا بحضرة مولاهم، وضربوه بالسيوف حتى برد، ولحقت سيفَ الدولة غَشية مقدار ساعة، فأمرت زوجته وهي ابنة [أبي العلاء] سعيد بن حمدان بأن يُجَرَّ برِجل نجا، ففُعل به ذلك إلى أن اخرج من قصرها [وفيه كانت الحادثة]، وطُرح في مَصبِّ الأقذار (٢) والمياه النجِسة طول ليلته ومن الغد إلى وقت العصر، ثم أُخرج وكُفِّن بشقة (٣)، ودُفن عند سور مَيافارِقين، [وقد ذكرنا غزواته وعصيانه على مولاه.] وكان قد عزم على هلاك بيت مواليه، واتَّفق مع معز الدولة، وقال غلمان سيف الدولة لسيف الدولة: نقتله، فنهاهم عنه، فما انتَهوا حتى قتلوه.

وقيل (٤): إنه جرى بينه وبين سيف الدولة كلامٌ على الشَراب، فأفحش له نجا، فقام نَجاح غلامُ سيف الدولة فقتله.

وسار سيف الدولة إلى خِلاط فملَكها وكانت لنجا.

وفيها قلَّدَ المطيعُ أبا أحمد خَلَفَ بن أبي جعفر سِجِسْتان، وخلَع عليه، ووصل إليه بسفارة معز الدولة.

وفيها مُطر العراق في نيسان بَرَدًا؛ وزن البَرَدة مئةُ درهم.

وفي جُمادى الأولى (٥) تقَلَّد الحسين بن موسى الموسوي نقابة الطالبيين بأسرهم سوى أبي الحسين بن أبي الطيب وولده؛ فإنهم استَعْفَوا منه، ورَدَّ أمرَهم إلى أبي الحسين علي بن موسى الحمولي (٦).


(١) في م: بعد الثلاث مئة.
(٢) في (ف م م ١): الأمطار، والمثبت من (خ).
(٣) في (م ١): بسيفه.
(٤) من هنا إلى وفاة أخت معز الدولة ليس في (ف م م ١).
(٥) في تكملة الطبري ٤٠٣، والمنتظم ١٤/ ١٦١، والكامل ٨/ ٥٦٥: وفي جمادى الآخرة.
(٦) في المنتظم ١٤/ ١٦١: أبي الحسن علي بن موسى حمولي.