للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علي بن عثَّام بن علي

أبو الحسن العامريُّ الكوفيُّ، الزاهد الفاضل، سكن نيسابور، فقدمها عندُ الله بن طاهر، فبعث إليه يسأله حضورَ مجلسه، فامتنع، وخرج من نيسابور، وحجَّ، وسكن طَرَسُوس فتوفيَ بها، وكان لا يحدِّث إلَّا عن جهدٍ جهيد.

ومن كلامه: اتّقوا سوال الليل، يعني أهلَ التعفُّف والستر.

وقال: العلمُ خشية الله، وأمَّا الحديثُ فمعينٌ فيه (١).

وقال: لا أحدِّثُ إلَّا رجلًا يهتمُّ بأمر دينه، أمَّا غيره فلا.

سمع مالك بن أنس وغيره، ورَوى عنه الأئمَّة، وكان ثقةً (٢).

محمد بنُ عبيد الله

ابن عَمرو بنِ معاوية بن عمرو بن عُتبة بن أبي سفيان بن حرب، العتبيُّ البصريُّ، صاحب الآدابِ والأخبارِ والطرائفِ والمُلَح.

قال أحمد بن عبد الصَّمد أنشدنا: [من البسيط]

لا خيرَ في عِدَةٍ إنْ كنت ماطِلَها … وللوفاءِ على الإخلاف تفضيلُ

الخيرُ أنفعُه للناسِ أعجلُه … وليس ينفعُ خيرٌ فيه تطويلُ (٣)

وقال: حدَّثني بعضُ الأعراب قال: خرجتُ في بعض الليالي المظلمة، فإذا بجاريةٍ كأنَّها علمٌ، فأردُتها على نفسها، فقالت: ويحك! أمَّا لك زاجرٌ من عقلٍ إذا لم يكن لك ناهٍ من دين؟! فقلت: ما يرانَا إلَّا الكواكب، قالت: فأين مُكَوْكِبُها؟ (٤).

قال العتبيّ: خرجتُ إلى البريَّة بالبصرة، فإذا أنا بأعرابيٍّ غَزِل، فملتُ إليه، فذكرتُ


= الكمال ١٨/ ٣٥٤، وسير أعلام النبلاء ١٠/ ٥٧١، وتاريخ الإسلام ٥/ ٦٢٤.
(١) نص العبارة كما في المنتظم: العلم الخشية، فأما معرفة الحديث فإنما هي معرفة.
(٢) انظر ترجمته في المنتظم ١١/ ١٤٥، وتهذيب الكمال ٢١/ ٥٧، وسير أعلام النبلاء ١٠/ ٥٦٩، وتاريخ الإسلام ٥/ ٦٣٦.
(٣) تاريخ بغداد ٣/ ٥٦٢.
(٤) العقد الفريد ٣/ ٤٦١.