للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرسٌ من خيل الخليفة، وبين يديه دواةٌ عليها ألف مِثْقال [ذهب] (١)، ووراءه المهد الأصفر، وألويةُ الحمد، وطبول النُّوبة، والكوسات تَخْفِق، والعهد منشور بين يديه، وجميعُ أرباب الدَّولة مشاةٌ بين يديه، وضربت [الطبول و] (١) البوقات له بالرَّحْبة في أوقات الصَّلوات الثَّلاث: المغرب والعشاء الآخرة والفجر، فقال النَّاس: يا ليتَ شِعْرنا، ماذا أبقى الخليفة لنفسه؟!

وفيها هرب أبو جعفر محمد بن حديدة الوزير الأنصاري من دار الوزير ابنِ مهدي، وكان محبوسًا عنده بدرب المطبخ ليعذِّبه، فَحَلَق ابنُ حديدة رأسه ولحيته، وخَرَجَ، فلم يظهر خبرُه إلا من مراغة بعد مُدَّة، وعاد إلى بغداد.

وفيها توجَّه ناصرُ الدِّين صاحب مارِدِين إلى خِلاط بمكاتبة أهلها، فجاء الملكُ الأشرف، فنزل على دُنَيسر، وأقطع بلد مارِدِين، فعاد ناصرُ الدِّين إلى بلده بعد أَنْ غَرِمَ مئة ألف دينار، ولم يسلموا إليه خلاط.

وفيها أغار ابن لاون على بلاد حلب، وأخذ الجشار من نواحي حارم، فبعث الملكُ الظَّاهرُ فارسَ الدِّين ميمونَ القَصْري، وأيبك فُطَيس وحسام الدين ابن أمير تُرْكمان، فنزلوا على حارم، فقالوا لميمون: كُنْ على حَذَر. فتهاون، فكبَسَهم ابنُ لاون، وقتل جماعةً مَن المسلمين، وثَبَتَ أيبك فطيس وحسام الدين، وقاتلا قتالًا شديدًا، ولولاهما لأُخذ ميمون، وبلغ الظَّاهر، فخرج من حلب، فنزل مرج دابق، وجاء إلى حارم، فهرب ابنُ لاون إلى بلاده، وكان قد بنى قلعةً فوق دَرْبَساك، فأخربها الظَّاهر، وعاد إلى حلب.

وحج بالنَّاس من العراق وجه السبع، ومن الشَّام الشجاع علي بن السَّلَّار.

[وفيها توفي

حمزة بن علي بن حمزة (٢)

أبو يعلى الحرَّاني، ويعرف بابنِ القُبَّيطي.


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٢/ ٩٢ - ٩٣، و"المذيل على الروضتين": ١/ ١٧٢ - ١٧٣، و"معرفة القراء الكبار": ٣/ ١١٣٠ - ١١٣١، "سير أعلام النبلاء": ٢١/ ٤٤١ - ٤٤٢، وفي "المذيل" تتمة مصادر ترجمته.