للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها تُوفِّي

إبراهيم بن محمد (١)

ابن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أجمعين، أبو علي، الكوفي، سمع الحديث، وقرأ اللغة والأدب، وقدم دمشق ومعه أولاده عدنان وعمار وعمر ومعد، فأقاموا بدمشق مدة، ثم ساروا إلى مصر فأقاموا بها، وأكرمه المستنصر ووصله، فلمَّا أراد العَوْدَ إلى الشام وصله بخمسة آلاف دينار، ثم عاد إلى دمشق فمرض مدة ثم بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أشتهي أن أموت بالكوفة. فقيل له: الشام مبارك. فقال: ما مقصودي بموتي في الكوفة إلا حتى إذا نُشرت يوم القيامة وأُخرجَتْ رأسي من القبر أن أرى أولاد عمي وأهلي ووجوهًا أعرفها فعوفي، وعاد إلى الكوفة، فتُوفي بها في شوال.

وكان شاعرًا، فمن شعره: [من الرجز]

راخٍ لها زمامَها والأنْسُعا (٢) … وَرُف بها من العُلى ما شسعا (٣)

وارحَلْ بها مُغتربًا عن العِدا … تُوطِئْكَ من أرض العِدا مُتَّسَعا

يا رائدَ الظَعنِ بأكنافِ الحمى … بلِّغ سلامي إن وصلْتَ لعلعا (٤)

وحَيِّ حيًّا (٥) بأثيلات (٦) النَّقا (٧) … عهدتُ فيهِ قمرًا مُبَرْقَعا

كانَ وقوعي في يديهِ وَلَعا … وأولُ العِشْقِ يكون وَلَعا

مَنْ بمنًى وأين جيرانُ مِنى … كانت ثلاثًا لا تكونُ أربعا


(١) تاريخ دمشق ٧/ ٢١٣ - ٢١٤، ومعجم الأدباء ١/ ١٠ - ١٤، والمنتظم ١٦/ ١٥٨.
(٢) النِّسع: سير عريض طويل تشدُّ به الحقائب أو الرحال ونحوها المعجم الومميط (نسع).
(٣) شَسع: بَعُد. المعجم الوسيط (شسع).
(٤) لَعْلَع: اسم موضع، ذُكر أنه ماء في البادية، ومنزل بين البصرة والكوفة وغير ذلك.
(٥) في مصادر الترجمة: خدرًا.
(٦) الأثيلة تصغير أَثْلَة، وهي من الأَثل: شجر من الفصيلة الطرفاوية طويل مستقيم يعمَّر، جيد الخشب، كثير الأغصان، دقيق الورق. المعجم الومميط (أثل).
(٧) في المصادر سوى المنتظم: الغضا، وفي المنتظم: الحمى.