للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحُكي [لي] (١) أَنَّ الصَّالح [أو ابنه] (١) وقف على العُقَيبة، وقال للزَّرَّاقين: أحرقوها. فضربوها بالنَّار، وكان لرجلٍ عشر بنات، فقال لهن: أخرجن. فقلن: لا والله، النَّار ولا العار، ما نفتضح بين النَّاس. فاحترقت الدَّار وهُنَّ فيها، [فاحترقن] (١) ولم يخرجن، وجرت فيها قبائح [وفضائح] (١).

وزحف النَّاصر إِلَى باب توما، وعلَّق النقوب فيه، ولم يبق إلَّا فتح البلد، ثم تأخَّر إِلَى أرض برزة، ثم آل الأمر إِلَى أن أعطى الكامل لأخيه بَعْلَبَك مع بُصْرى، وتسلَّم دمشق، وكان الفلك المسيري قد حبسه الأشرف فِي حبس الحيات بالقلعة، فأخرجَ، ونُقِلَ الأشرف إِلَى الكلاسة إِلَى تربته، وعَبَرَ الكامل إِلَى القلعة.

يحيى بن هبة الله بن الحسن (٢)

أبو البركات، القاضي شمس الدين بن سنين الدَّوْلة.

كان فقيهًا، إمامًا، فاضلًا، نَزِهًا، عفيفًا، عادلًا، مُنصفًا، حافظًا لقوانين الشَّريعة، لا تأخذه فِي الله لومة لائم، ولي القضاء زمانًا بالبيت المقدس، ثم وليه بدمشق مُدَّة، [وكان صاحبي وصديقي، يزورني، ويحضر مجالسي] (١)، وكان الأشرف يحبُّه، ويثني عليه [عندي] (١)، ويقول: ما ولي دمشق مثله.

تُوفِّي يوم الأحد سادس ذي القَعْدة، وصلَّى عليه ولده القاضي صدر الدين بجامع دمشق، وحمل إِلَى قاسيون، وكانت جنازته عظيمة، وتأسَّف النَّاس عليه. [سمع الحديث من جماعة، منهم أبو عبد الله محمَّد بن صدقة الحراني، وكان له إجازة من الصائن أخي الحافظ ابن عساكر] (١).

[السنة السادسة والثلاثون وست مئة]

فيها قَبَضَ الجوادُ على الصَّفي بن مرزوق، وأخذ منه أربع مئة أَلْف دينار، وحبسه فِي قلعة حِمْص، فأقام ثلاث سنين لا يرى الضوء. وكان ابنُ مرزوق يقيم بالجواد، ويكتب إليه الجواد: مملوكه يونس.


(١) ما بين حاصرتين من (ش).
(٢) له ترجمة فِي "التكملة" للمنذري: ٣/ ٤٩١ - ٤٩٢، و"المذيل على الروضتين": ٢/ ٤٤ - ٤٥، وفيه تتمة مصادر ترجمته.