للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالوا: اللهُ ورسولُه أعلم. قال: إنه يقول: قد أصبتُ اليومَ نصف تمرة، فعلى الدنيا وأهلها العَفَاء (١).

[محمد بن إسماعيل]

أبو بكر الفَرْغانيّ، أحدُ مشايخ الصوفية ومجتهديهم.

[حكى ابن جهضم عنه أنَّه] كان يمشي وفي كمّه مفاتيح، يُوهم [الناس] أنَّه من التجار وأبناء الدنيا، ولا مأوى له إلا المساجد الخَراب. وكان يلبسُ الثيابَ الثمينة، ويطوي اليومين والثلاثة دائمًا (٢).

و [ذكره أبو عبد الرحمن السلميّ، وأثنى عليه وقال:] مرَّ براهبٍ من رهبان الشام في صومعة، فناداه: يا راهب، لمن تعبد] قال: للسيد المسيح. قال: ولمَ؟ قال: لأنه أقام أربعين يومًا لم يأكل ولم يشرب. قال: فأنا أفعلُ ذلك.

فأقام تحت الصومعة أربعين يومًا لم يأكل ولم يشرب، ولم ينم، فنزلَ الراهب من الصَّومعة، وأسلمَ على يده (٣).

[منصور بن زاذان]

مولى عبد الله بن أبي عَقِيل الثقفيّ، ذكره ابن سعد فيمن نزل من الفقهاء والمحدِّثين بواسط، وكان صاحِبَ الحسن البصري، وروى عنه هُشيم وأصحابُه، وكان ثقة ثبتًا صالحًا سريعَ القراءة؛ يريد أن يَتَرَسَّلَ فيها فلا يستطيع، وكان يختم في الضحى، يُعرف ذلك منه بِسَجَدَات القرآن.

[وكان قد تحوَّل من واسط، فنزل المبارك؛ على تسعة فراسخ من واسط.


(١) المصدر السابق، وفيه: السلام، بدل: العَفاء.
(٢) بنحوه في "تاريخ دمشق" ٦١/ ١٢٢ (طبعة مجمع دمشق).
(٣) لم أقف عليه في "طبقات الصوفية" للسلمي، وفيه ترجمة أبي بكر الفرغاني ص ٣٠٢ - ٣٠٦. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٦١/ ١٩١ - ١٢٠ بنحوه مطولًا بأكثر من رواية وليس في طُرُقها أبو عبد الرحمن السُّلميّ. والكلام السالف بين حاصرتين من (ص).