للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شاةً والبس جلدها، وتقدَّم إلى أبيك وقل: أنا عيصو، ففعل، فمسَّه إسحاق وقال: المسُّ مس عيصو والريح ريح يعقوب، فأكل ثم دعا له أن يجعل في ذريته الأنبياءَ والملوك. وذهب يعقوب وجاء عيصو بالصَّيد فقدَّمه وقال: هذا الذي طلبت فقال إسحاق: يا بنيَّ، قد بقيتْ لك دعوة، فدعا له أن يجعل الله ذريته عدد التراب وأن لا يملكهم أحد غيرهم. فقالت أم يعقوب ليعقوب: الْحق بخالك لايان (١)، فكان يكمن نهارًا ويَسري ليلًا مخافةً من عيصو، فسمي إسرائيل لأنه كان يَسري ليلًا، وهذا أحد الأقوال، لما نذكر.

ذِكر وفاة إسحاق

قال محمد بن إسحاق: وكانت وفاة إسحاق بفلسطين، ودفن بحِبْرى عند أبيه بالمغارة.

واختلفوا في سنِّه على قولين: أحدهما: أنه عاش خمسًا وثمانين سنة، قاله وَهْب بن منبه. والثاني: مئة وستين سنة ذكره جدي في "أعمار الأعيان" (٢). وقيل: مئة وثمانين سنة.

وقال ابن الكلبي: عاش عيصو مئة وسبعًا وعشرين سنة، ودفن في المغارة عند أبيه وجده. ويقال: إن الأسبان من ولد عيصو.

* * *


(١) بعدها عند الطبري ١/ ٣٢٠، فكن عنده خشية أن يقتلك عيص، فانطلق إلى خاله، فكان …
(٢) "أعمار الأعيان" ص ١٠٢.