للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: بيني وبينك القاضي، فقالت: إنَّه يقضي لك، فقال: اختاري رجلًا يحكمُ بيننا، فقالت: الأوزاعيّ، فاستدعاه، فحكم بينهما، فظهر الحقُّ لها عليه، فلمَّا خرجَ من عنده بعثَ إليه مع غلامه بثلاث مئة دينار، وقال: قل له يستعين بها على وقته ورباطه، فلحقَه وأدَّى الرسالة، فقال الأوزاعي: معاذَ الله أن آخذ على حكمي أجرةً، فلما عاد إليه قال: لقد وُفِّق هذا الشيخُ في رَدِّها.

وقال الخطيب: عبدُ الوهَّاب هو صاحب سُويقة عبد الوهَّاب ببغداد، وليَ الشام لأبي جعفر، وكان عظيم القدر، قال: ومات بالشام (١).

وقال ابن أبي الدنيا: لما احتضر جعل يقول: ويحكم أيموت مثلي؟

وقيل: مات وهو والٍ على دمشق في سنة ثمانٍ وخمسين ومئة، واستخلف ابنَه إبراهيم بن عبد الوهاب على دمشق بعد وفاته (٢).

عبيد الله بن أبي زياد الرُّصافي

أبو مَنيع الدمشقي، وهو أخو امرأة هشام بن عبد الملك من الرضاعة، واسمُها عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية، وهي التي قتلَها عبدُ الله بن علي لَمَّا فتح دمشق، وقد ذكرناها هناك.

وسمع من الزهري لما قدم على هشام بالرصافة.

ومات عبيدُ الله صاحب هذه الترجمة وهو أسود الرأس أبيضُ اللحية، وكان ثقةً صدوقًا (٣).

أبو عمرو الأوزاعيّ

ذكرهُ ابنُ سعد فيمن كان بالعواصم والثغور بعد الصحابة، وقال: اسمُه عبد الرحمن بن عمرو، والأوزاع بطن من هَمْدان، وهو من أنفسهم.

ولد سنة ثمانٍ وثمانين، وكان ثقةً، مأمونًا، صدوقًا، فاضلًا، خَيِّرًا، كثيرَ الحديث


(١) تاريخ بغداد ١٢/ ٢٧١.
(٢) تاريخ دمشق ٤٤/ ٦٧ (طبعة مجمع اللغة).
(٣) انظر ترجمته في تاريخ دمشق ٤٤/ ٢٤٨ (طبعة مجمع اللغة)، وتهذيب الكمال ٩/ ٣٩.