للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان على المدينة أبان بن عثمان، وعلى العراق الحجاج دون البصرة، والمهلب على خراسان، وعلى قضاء الكوفة أبو بُردَة بن أبي موسى، وعلى قضاء البصرة عبد الرحمن بن أُذَينة.

[قال الواقدي:] وفيها ولد ابن أبي ذئب.

[فصل:] وفيها توفي

بَحِير بن وَرقاء (١) الصُّرَيمي

وهو الذي تولَّى قتلَ بُكَيْر بن وشاح بامر أميَّة بن عبد الله لما كان بخراسان.

قال علماء السير: ولما عزل أميّة عن خراسان تواعد بنو سعد بَحِيرًا بالقتل، وقال عثمان بن رجاء -من بني عوف بن سعد- يحرِّض الأبناء من آل بُكَير على قتل بَحِير، من أبيات: [من الطويل]

فلو كنت من سعدِ بنِ عوفٍ ذؤابةً … تركتَ بَحِيرًا في دمٍ مُقرقْرِقِ

فقل لبَحِيرٍ نَمْ ولا تَخْشَ ثائِرًا … بعَوفٍ فعوفٌ أهلُ شَاةٍ حَبَلَّقِ (٢)

دَع الضَّأنَ جذعًا قد سُبِقتم بوتْرِكم … وصرتُم حديثًا بين غربٍ ومَشرِقِ

وبلغ بَحيرًا فقال: [من الطويل]

تواعَدَنْي الأبناءُ جهلًا كأنما … يَرَون فنائي مُقْفِرًا من بني كَعبِ

رفعتُ له كَفّي بحَدِّ مُهنَّدٍ … حُسامٍ كلَونِ الثَّلْجِ ذي رَوْنَقٍ عَضْبِ

فتعاقد سبعة عشر رجلًا من بني عوف بن كعب بن سعد على الطَلَبِ بدم بُكَير بن وشاح، واتَّخذَ رجلٌ منهم يقال له: صَعصَعة بن حرب العَوْفيّ خنجرًا وسمّه، وقيل: غَمَسه في لبن أتانٍ مرارًا، وكان بَحير في عسكر المهلَّب وقد قطع النهر، فتلطّف صعصعة حتى أخذ كتابًا من أهل بحير إلى بحير بالوصية به، فلما قدم على بَحير أقام عنده شهرًا، ثم طعنه بالخنجر فقتله، وقُتل صعصعة.


(١) كذا في تاريخ الطبري ٦/ ٣٣١، وسلف ص ٢١٦ أن الصواب: وقاء.
(٢) أي: صغيرة، والأبيات هذه والتي تليها في الطبري ٦/ ٣٣١، ٣٣٢.