للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال الحجاج: لله درُّ المهلب، لقد أشار علينا بالرأي فلم نقبل، وكان يقول الحجاج بعد ذلك: رحم الله المهلَّب؛ لقد كان ناصحًا للإسلام.

وفي رواية: أن الحجاج نزل رُسْتُقباذ، وعامله على البصرة الحكم على الصلاة، وعلى الشرطة عبد الله بن عامر بن مِسْمَع، وجاء ابن الأشعث فنزل تُسْتَر، وبينهما نهر، وذلك عشية يوم الأضحى، فواقعَهم، فقتل من أهل الشام ألفًا وخمس مئة، وانهزم الباقون، وكان مع الحجاج يومئذ خمسون ألف ألف درهم (١)، ففرَّق الجميعَ في قُوَّاده، وضمَّنهم إياها، وأقبل مُنهزمًا إلى البصرة، فقال ابن الأشعث: أما الحجّاج فليس بشيء، وإنما يزيد غزوَ عبد الملك.

وبلغ أهلَ البصرة هزيمةُ الحجاج، وأراد عبد الله بن عامر بن مِسْمَع أن يقطع الجسرَ دونه، فرَشَاه الحكم بن أيوب مئة ألف درهم فكفَّ عنه، ودخل الحجاج البصرة، وعرفه الحكم، فأرسل إلى ابن عامر فأخذ منه المثة ألف، وجاء ابن الأشعث فدخل البصرة، وهرب الحجاج إلى ناحية العراق، وبايع أهلُ البصرة ابنَ الأشعث على قتال الحجاج وحربِ عبد الملك، من القُرَّاء وغيرِهم.

ذكر أسامي أعيان مَن بايعه من أهل العراق:

مسلم بن يَسار، وجابر بن زيد أبو الشَّعثاء، وأبو الجوزاء وقتل معه، وأيّوب بن القِرِّيَّة، وماهان العابد، قتلهما الحجاج، وأنس بن مالك في جملة القُرّاء.

ومن أهل الكوفة: سعيد بن جبير، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعامر الشعبي، وطَلحة بن مُصَرّف، وذرّ، وعبد الله بن شدّاد، وأبو البَخْتَري الطائيّ، والحكم بن عُتبة، وعون بن عبد الله بن مَسعود الهُذَليّ، في خلقٍ عظيم.

وكان ابن الأشعث في مئتي ألف فارس، وعشرين ومئة ألف راجل، وكان دخوله البصرة في آخر ذي الحجة سنة إحدى وثمانين.

فصل: [قال أبو معشر:] وحج بالناس في هذه السنة سليمان بن عبد الملك.


(١) في الطبري ٦/ ٣٤١: مئة وخسون ألف ألف.