للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من اليمن من كندة، قلت: وممَن أخذَهُ ذلك الطارئ؟ قال: من خلجان كاتبِ الوحي لهود وهو القائل: [من الطويل]

أفي كلِّ عامٍ سنَّةٌ تُحدِثونَها … ورأيٌ على غير الطريقِ يغيَّرُ

ولَلْمَوْتُ خيرٌ من حياة يسبُّنا … بهم جرهم فيمن يَسبُّ وحميرُ

محمد بن سَمَاعة

ابن عبيد الله بن هلال بن وكيع بن بشر، أبو عبد الله القاضي الحنفي التميميّ. ولد سنة ثلاثين ومئة.

وكان إمامًا فاضلًا صاحبَ اختياراتٍ في المذهب وروايات، وله المصنَّفاتُ الحسان، وهو من الحفَّاظ الثقات. وولي القضاء ببغداد، فلم يزل إلى أن ضعُفَ نظره فاستعفَى.

وكان يصلِّي كلَّ يومٍ مئتي ركعةٍ، وقال: مكثتُ أربعين سنة لم تَفُتني التكبيرة الأولى في جماعةٍ إلَّا يومًا واحدًا، ماتت فيه أمي، ففاتتني صلاةٌ واحدة، فصلَّيت خمسًا وعشرين صلاةً، ولكن كيفَ لي بتأمين الملائكة (١)؟!.

وكانت وفاته في شعبان عن مئةٍ وثلاث سنين، وهو صحيحُ العقلِ والسمع والبصر، لم يتغيَّر عليه حال (٢).

حَدَّث عن الليثِ بن سعد وغيره، ورَوى عنه الوشَّاء (٣) وغيره، واتَّفقوا على صدقِه وديانته.

[محمد بن عبد الملك]

ابن أبان بن أبي حمزة الزيَّات، أبو يعقوب (٤)، وقيل: أبو جعفر، الوزير، من


(١) في تاريخ بغداد ٣/ ٣٠١، والمنتظم ١١/ ١٩٨، وتهذيب الكمال ٢٥/ ٣١٩ وغيرها أنه غلبته عينه فأتاه آتٍ فقال له: يا محمد قد صليت خمسًا وعشرين صلاة، ولكن كيف لك بتأمين الملائكة؟!
(٢) انظر الجواهر المضية ٣/ ١٦٩.
(٣) هو الحسن بن محمد بن عَنْبر الوشاء.
(٤) لم أقف على من كناه بأبي يعقوب سوى ابن الجوزي في المنتظم ١١/ ١٩٨، وفي هامشه: في نسخة: أبو جعفر.