للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفي

سَعْد بن محمد بن سَعْد (١)

أبو الفوارس بن الصيفي التميمي، ويلقب بالحيصَ بَيصَ. كان شاعرًا فاضلًا، مدح الخلفاء والوزراء والأكابر، [وما خرج عليه هذا الاسم إلا لأنه لقي الناس في شدة واختلاط، فقال: ما للناس في حيص بيص، فلقب به] (٢). ومات ببغداد في شعبان، وله ديوانٌ مشهور، وهو القائل في ابن طِرَاد (٣): [من الكامل]

فتصدَّعوا متفرِّقين كأنهم … مالٌ تفرِّقه يدُ ابنِ طِرَادِ

وقال: [من الرَّمل]

لا تَلُمْني في شقائي بالعُلا … رَغَدُ العَيشُ لربَّاتِ الحِجَالِ

سيفُ عزٍّ زانه رونقُه … فَهْوَ بالطَّبْع غنيٌّ عن صِقالِ

كلَّما أَوْسَعْتُ حِلْمي جاهلًا … أوسعَ الجَهْلُ له فُحْشَ المقالِ

وإذا شاردةٌ فهتُ بها … بَسَقَتْ مُرَّ النُّعامى (٤) والشّمالِ

عَزَّ بأسي أنْ أُرى مُضْطَهدًا … وأبى لي غَرْبُ (٥) عزمي أن أُبالي (٦)

وقال: [من الطويل]

أجنِّبُ أهل الأمر والنَّهْي زَوْرَتي … وأغشى امرءًا في بيته وهو عاطل

وإني لسمحٌ بالسلام لأشعثٍ … وعند الهُمامِ القَيلِ بالرَّدِّ باخِلُ

وما ذاك مِنْ كِبْرٍ ولكنْ سجيةٌ … تعارِضُ تِيهًا عندهُمْ وتقابِلُ


(١) له ترجمة في "خريدة القصر" قسم شعراء العراق: ج ٢/ ٢٠٢ - ٣٦٦، و"المنتظم": ١٠/ ٢٨٨، و"معجم الأدباء": ١١/ ١٩٩ - ٢٠٨ و"وفيات الأعيان": ٢/ ٣٦٢ - ٣٦٥، و"الوافي بالوفيات": ١٥/ ١٦٥ - ١٦: و"سير أعلام النبلاء": ٢١/ ٦١ - ٦٢، وفيه تمة مصادر ترجمته.
(٢) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٣) هو علي بن طراد الزيني الوزير، وقد سلفت ترجمته في وفيات سنة (٥٣٨ هـ).
(٤) النعامى: ريح الجنوب، اللسان (نعم).
(٥) الغرب: الحد، اللسان (غرب).
(٦) الأبيات في "الخريدة": ٢/ ٢٩٥.