للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أُيْدُغْمُش صاحب هَمَذَان (١)

ذكرنا أن الخليفة [خلع عليه، و] (٢) أمره بالتقدُّم إلى هَمَذَان، فسار، وأقام [عند بني ترجم] (٢) ينتظر عساكر الخليفة، فطال عليه الأمر، فرحل نحو هَمَذَان، فالتقاه عسكر منكلي، فقاتلوه وقتلوه، وحملوا رأسه إلى منكلي، وتفرَّق أصحابه.

وكان صالحًا، كثيرَ الصَّدقات، دَيِّنًا، صائمًا، قائمًا، عادلًا.

حكى لي الظَّهير غازي بن سُنْقُر الحلبي ، قال: لما كسره منكلي اجتاز ببعض قلاع الإسماعيلية، فنزل تحتها، فبعث إليه مقدَّمها بالضِّيافات والإقامات، وقال له: أنا أنجدك بالأموال والرِّجال، فقال لرسوله: قل له: إنْ كنتَ مسلمان فأريد، وإن كنتَ كافران فما لك عندي إلا شمشير. فأرسل إليه يقول: أنا مسلمان. فقال: الآن فنعم.

شمشير: السَّيف.

وقيل: إنما اجتاز ببلاد جلال الدِّين، [وهو الذي بعث إليه الرسالة] (٢).

سعيد بن علي بن أحمد (٣)

أبو المعالي، ابنُ حديدة، [ولقبه معز الدين] (٢)، من ولد قُطْبة [بن عامر] (٢) بن حديدة الأنصاري الصَّحابي.

ولد بكَرْخ سامَرَّاء سنةَ ستٍّ وثلاثين وخمس مئة، ونشأ ببغداد، وكان [أحد الموسرين] (٢)، له مالٌ كثير، وجاه عريض، واستوزره الإمام النَّاصر سنة أربعٍ وثمانين وخمس مئة، وخَلَعَ عليه خِلْعة الوزارة الكاملة: القميص الأطلس، والفَرَجية الممزج، والعمامة القَصَب الكحلية بأعلام الذَّهب، وقلَّده سيفًا محلَّى، وقدَّم له فرسًا من خيل


(١) له ترجمة في "الكامل": ١٢/ ٣٠١، و"التكملة" للمنذري: ٢/ ٢٩١، و"تاريخ الإِسلام" للذهبي (وفيات سنة ٦١٠ هـ) و"النجوم الزاهرة": ٦/ ٢٠٩، و"شذرات الذهب": ٥/ ٤١ - ٤٢.
(٢) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٣) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٢/ ٢٧٥ - ٢٧٦، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٢٤٦ - ٢٤٧، وفيه تتمة مصادر ترجمته.