للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال النّخعي: كان أبو بكر يُسمَّى الأوّاه لرأفته ورحمته (١).

وقال الهيثم: لم يتسمَّ بالصديق ولا بالفاروق ولا بذي النُّورَيْن أحدٌ في الجاهلية ولا في الإسلام قبل أبي بكر وعمر وعثمان، وإنما حدثت الألقابُ بعدُ.

واختلفوا في مولده؛ فقال الزهري: وُلد بمِنىً قبل رسول الله بثلاث سنين.

وقال ابن مَنده: وُلد بعد الفيل بسنتين وأربعة أشهرٍ إلا أيامًا، وتوفي بعد رسول الله بسنتين وأشهر، وهو ابن ثلاثٍ وستين سنةً (٢).

وقال الزهري: وَليَ الخلافةَ وهو ابن إحدى وستين سنةً (٣)، ولم يتقلَّد الخلافةَ أحدٌ وأبوه حيٌّ سواه، ومات ووَرثه أبوه أبو قُحافة.

وقال موسى بن عُقبة: لا يُعرف أربعةٌ في الإسلام تناسلوا وأدركوا رسول الله سوى أبي بكر وأبيه أبي قُحافة، وابن أبي بكر عبد الرحمن وابنه محمد، ويُكنى أبا عتيق، ولم يتّفق لغير أبي قُحافة هذا (٤).

ذكر صفة أبي بكرٍ -

ذكر ابن سعدٍ عن عائشة قالت: كان أبو بكرٍ نحيفًا، خفيفَ اللَّحم، أبيضَ، أَجْنأَ، لا يَستمسكُ إِزارُه، يَسترخي عن حَقْوَيه، مَعروقَ الوجه، ناتئَ الجَبهة، عاري الأشاجع، وكان يَخضب رأسه ولحيته بالحِنّاء والكَتَم (٥).

قال الجوهري: الأَشاجعُ: أصولُ الأصابع التي تَتَّصلُ بعَصَب ظاهرِ الكفِّ (٦).

وللبخاري عن أنسٍ قال: قَدم النبيُّ المدينةَ وليس في أصحابه أَشْمطُ سوى أبي


(١) أخرجه ابن سعد ٣/ ١٧١.
(٢) أخرجه ابن عساكر ٣٥ - ٣٦/ ١٠٧.
(٣) بعدها في (ك): وكذا مروان بن الحكم. قلت: وهذا خطأ فإن مروان بن الحكم تقلد الخلافة ثمانية أشهر، وقيل: ستة أشهر، وتوفي وهو ابن أربع وستين سنة.
(٤) انظر فتح الباب في الكنى والألقاب لابن منده ١٠٧.
(٥) طبقات ابن سعد ٣/ ١٨٨، وفيه: خفيف العارضين، وهي أشبه.
(٦) الصحاح (شجع). وقوله: أجنأ، من الجَنَأ وهو مَيل في الظهر أو العُنُق، والحقو: موضع الإزار، ومعروق الوجه: قليل لحمه. النهاية (جنأ حقو عرق).