وقال: البَدَنُ لباس القلب، والقلبُ لباس الفؤاد، والفؤاد لباس الضمير، والضمير لباس السرِّ، والسرُّ لباس المعرفة.
[نصر بن أحمد]
أبو القاسم، البَصريّ، الخُبْزَأُرزي الشاعر (١).
قدم بغداد وأقام بها دهرًا طويلًا [، وروى عنه كثيرًا من شعره المعافى بن زكريا وغيره، وذكره الخطيب أيضًا].
وله ديوانٌ مشهور.
قال أبو محمد الأَكْفاني: خرجتُ مع عمي أبي عبد الله، وأبي الحسين بن لَنْكَك، وأبي عبد الله المُفَجَّع، وأبي الحسن السَّبَّاك في بطالة عيد، فانتهوا إلى الخُبْزَأُرزي وهو يَخْبِز على طابقه، فجلسوا يُهنِّؤنه، وهو يُوقد السَّعَف تحت الطَّابَق، فزاد في الوقود حتى خَنَقَهم الدُّخان، فقاموا، فقال الخُبْزَأُرزي لأبي الحسين بن لَنْكَك: متى أراك؟ فقال: إذا اتَّسَخَت ثيابي، وكانت ثيابُه يومئذٍ جُدَدًا على أنقى ما يكون من البياض، فلما انفصلوا دعا ابن لَنْكَك بدواة وبيضاء، ونَظَم في الحال وهم قعودٌ عنده: [من الوافر]
لنصرٍ في فؤادي فَرطُ حُبٍّ … أُنيفُ به على كُلِّ الصِّحابِ
أتيناه فبخَّرَنا بَخُورًا … من السَّعَفِ المُدَخِّن للثّياب
فقمتُ مُبادِرًا وظننتُ نَصْرًا … أراد بذاك طَردي أو ذَهابي
فقال متى أراك أبا حسين … فقلتُ له إذا اتَّسخَت ثيابي
وبعث بها إلى الخُبزَأرزي، فأعاد جوابَها في الحال فقال: [من الوافر]
مَنَحتُ أبا الحسين صَميمَ وُدِّي … فداعَبَني بألفاظٍ عِذابِ
أتى وثيابُه كقَتيرِ شَيبٍ … فعُدنَ له كرَيعان الشَّباب
ظننتُ جلوسه عندي لعُرسٍ … فجُدتُ له بتمسِيك الثِّيابِ
فقلتُ متى أراك أبا حسينٍ … فجاوبني إذا اتَّسخت ثيابي
(١) في (م ف م ١): فصل وفيها توفي الخبزأرزي الشاعر واسمه نصر بن أحمد أبو القاسم البصري، وانظر ترجمته في: تاريخ بغداد ١٥/ ٤٠٤، والمنتظم ١٤/ ٢٤، ومعجم الأدباء ٢٠/ ٢١٨، وتاريخ الإسلام ٧/ ٦١٩.