للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمرَّ هذا ومرَّ الشؤمُ يتبعه … وقامَ هذا فقامَ الويلُ والنَّكَدُ

فطلبه فلم يقدر عليه. [وسنذكر القصة في سنة اثنتين وثلاثين ومئتين.

واختلفوا مَن] حجَّ بالناس [في هذه السنة على قولين، أحدهما:] جعفر بن المعتصم، [والثاني:] (١) محمَّد بن داود (٢).

وكانت أم الواثق قد خرجت تريدُ الحجَّ، فتوفيت بالكوفة لأربعِ خلونَ من ذي القعدة، فدُفِنت في دار داود بن عيسى بالكوفة.

[فصل:] وفيها توفي

بشرُ بنُ الحارث

ابن عبد الرَّحمن بنِ عطاء بن هلال بن ماهان بن عبد الله، أبو نصر [المروزي] المعروف بالحافي، وجدُّه عبد الله الذي انتهى إليه نسبُه أسلمَ على يد علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه، و [عليٌّ] سمَّاه عبدَ الله.

ولد بشر بمرو سنةَ خمسين ومئة، وسكن بغداد، وفاقَ أهلَ عصره في الزهد والورع وحُسنِ الطريقة والعقل والسَّداد، وقد ذكرهُ العلماء وأثنَوا عليه، [فذكره ابنُ سعد فيمن نزل بغداد من المحدِّثين والفقهاء والزهَّاد، فقال: بشر بن الحارث، ويكنى أبا نصر، وكان من أبناء أهل خراسان من أهل مرو، نَزَل بغداد] وطلبَ الحديث، وسمع من حمَّاد بن زيد وشَريك بن عبد الله وابن المبارك وهُشيم وغيرهم سماعًا كثيرًا، ثم أقبلَ على العبادةِ، واعتزلَ الناس فلم يحدِّث، ومات ببغداد يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول [سنة سبع وعشرين ومئتين]، وشهده خلق كثيرٌ من أهل بغداد وغيرها، ودفن بباب حرب، وهو [يومئذٍ] ابن ست وسبعين سنة. [هذه صورة ما ذكر ابن سعد (٣).


(١) في (خ) و (ف): وقيل. والمثبت بين حاصرتين من (ب).
(٢) لم أقف على من ذكر أن محمد بن داود حجَّ بالناس في هذا العام. انظر تاريخ الطبري ٩/ ١٢٣، والكامل ٦/ ٥٢٨، والمنتظم ١١/ ١٢٢، وانظر التحفة اللطيفة ٣/ ٥٦٥.
(٣) طبقات ابن سعد ٩/ ٣٤٤.