للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة السابعة من الهجرة]

فيها كانت غزاةُ خيبر (١).

قال الطبري: لما رجع النبي من الحديبية أقام بالمدينةِ بقيَّةَ ذي الحجّة، ثم خرج إلى خيبر في بقية المحرم. وقال ابن إسحاق: كانت في صفر (٢). وقال الواقدي: في جُمادى الأولى. واستخلف على المدينةِ سِباعَ بنَ عُرْفُطة (٣)، ودفع لواءه إلى عليِّ ابن أبي طالب . وقيل: إلى الحُبابِ بن المنذر (٤).

وقال موسى بن عقبة: خرج رسول الله في رايتين، ولم تكنِ الراياتُ قبل خيبر وإنَّما كانتِ الألوية. وكان شعارُهم "يا منصورُ، أَمِتْ". وساروا إلى خيبر، وهي على ثمانيةِ بُرُدٍ من المدينةِ. وأَخرج معه أُمَّ سَلَمة، ومضى بالجيشِ حتى نزل قريبًا من خيبر، فقال له الحباب بن المنذر: يا رسولَ الله، اِنزلْ بين حصونهم لِنَقْطعَ عنهم الأخْبارَ والمادةَ، فنزل وادي الرَّجيع، بين خَيبر وغَطَفان، فحالَ بينهم، لأنهم كانوا مظاهرين لهم على رسولِ الله (٥). فلما سمعت غَطَفانُ بنزولهم هناك جمعوا جمعًا عظيمًا لِيُساعِدوا اليهودَ، ثم خافوا على أهلهم وأموالهم فتخلَّوْا عنهم (٦). ونازل رسول الله حصونَهم، وكانت كثيرة، منها: القَموصُ، حصنُ كِنانةَ بن أبي الحُقَيْقِ، ونَطاةُ والصَّعْب والكَتيبةُ والوَطيحُ وناعِم والسَّلالم، وهو أحصنُها، وقيل: نطاةُ. ولم يعلموا بنزولهِ ، حتى بَغَتهم، وكانوا قد خرجوا أوَّلَ النهار على عادتهم معهم المَساحي


(١) انظر "السيرة" ٢/ ٣٢٨، و"المغازي" ٢/ ٦٣٣، و"الطبقات الكبرى" ٢/ ١٠٠، و"أنساب الأشراف" ١/ ٤٢٠، و"تاريخ الطبري" ٣/ ٩، و"دلائل النبوة" للبيهقي ٤/ ١٩٤، و"المنتظم" ٣/ ٢٩٣، و"البداية والنهاية" ٤/ ١٨١.
(٢) في "السيرة" ٢/ ٣٢٨: المسير إلى خيبر كان في المحرم، وفي موضع آخر ٢/ ٣٤١: وكان فتح خيبر في صفر. والقول بخروج النبي إلى خيبر في صفر هو للواقدي في "المغازي" ٢/ ٦٣٤.
(٣) في "السيرة" ٢/ ٣٢٨: واستعمل على المدينة نميلة بن عبد الله الليثي.
(٤) بل دفع للحباب بن المنذر الراية، وراية إلى سعد بن عبادة، انظر "الطبقات" ٢/ ١٠١.
(٥) انظر "المغازي" ٢/ ٦٤٣ - ٦٤٤.
(٦) انظر "السيرة" ٢/ ٣٣٠.