للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر وفاته:

قال ابن سعد:] مات بالبصرة أيّام الطاعون [سنة إحدى وثلاثين ومئة، وكان ضعيفًا منكر الحديث (١).

وقد] أسند عن أنس، وسمع سعيدَ بنَ جبير، وإبراهيم النخعي، وأبا الشعثاء، وغيرهم، وضعَّفه ابنُ سعد.

قال المصنّف : لم يكن ضعيفًا، وإنَّما شغلَه التعبّد عن حفظ الحديث.

[مالك بن دينار]

وكنيتُه أبو يحيى، ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من التابعين من أهل البصرة، ولم ينصفه، فإنه كان جليلَ القَدْر في ذاك العصر والصدر، وذكره في سطرين، فقال: كان مولًى لامرأة من بني سامة بن لؤيّ، وكان ثقة قليل الحديث يكتب المصاحف، ومات قبل الطاعون بيسير، وكان الطاعون في سنة إحدى وثلاثين ومئة. هذا صورة ما ذكر (٢).

قلت: وقد ذكره أرباب السِّيَر، ورَوَوْا من مناقبه الغُرر، فقال خليفة (٣): مالك من الطبقة الخامسة من أهل البصرة.

واختلفوا في أبيه على أقوال:

أحدها: أنَّه من سَبْي سِجِسْتان.

والثاني: من سَبْي كابُل.

والثالث: أنَّه مولى خِلَاس (٤) [بن عَمرو] بن المنذر.

وكان مالك زاهدًا عابدًا ورعًا خائفًا باكيًا، وله الكلام الحسن والنوادر العجيبة.


(١) طبقات ابن سعد ٩/ ٢٤٢. والكلام بين حاصرتين من (ص).
(٢) طبقات ابن سعد ٩/ ٢٤٢.
(٣) ينظر "طبقات" خليفة ص ٢١٦.
(٤) في (خ) و (د): مولى لجلاس، وفي (ص): مولى حلاس، وكلاهما خطأ، والمثبت من "تاريخ دمشق" ٦٦/ ٤٩، ولفظ "بن عمرو" بعده بين حاصرتين منه، والكلام فيه. وخِلَاس بن عمرو من رجال "تهذيب الكمال" ٨/ ٣٦٤.