للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأول، ثم خرجَ منها بعد خمسين يومًا، وصار إلى المدينة، فتوارى عنه عاملها عليُّ بن الحسين بن إسماعيل، ثم رجع [إسماعيل] إلى مكة فِي رجب، فحصرَهم حتَّى ماتوا جوعًا وعطشًا، وبلغ الخبز ثلاثَ أواقٍ بدرهم، واللحمُ رطلٌ بأربعة دراهم، وشربةُ ماءٍ بثلاثة دراهم، ولقي منه أهلُ مكَّة كلَّ بلاء، وأقام عليهم محاصرًا سبعةً وخمسين يومًا، ثم مضى إلى جُدَّة، فأخذ أموال التُّجَّار وأصحاب المراكب، ومنع الطعام أنْ يُحمَل إلى مكَّة (١).

وجهَّز المعتزُّ إليه محمد بن أحمد بن عيسى بن المنصور، وعيسى بن محمد المخزوميّ، فقدما بالحاج، فقاتلهم، فقتَل من الحاجِّ نحوًا من ألفٍ ومئة رجل، وسَلَبَ الناس، فهربوا إلى مكَّة، ولم يقف بعرفات منهم أحدٌ إلَّا إسماعيل وأصحابه، ثمَّ رجع إلى جُدَّة، فأفنَى أموالها (٢).

وفيها (٣) توفِي

[إسحاق بن عباد بن موسى]

أبو يعقوب الخُتُّليّ (٤). حدَّث عن الإمام أحمد وغيره، وروى عن ابن المديني.

قال: حجَّ الأعمش والمعلَّى (٥) ومالك بن مِغْوَل، فآذاهم الجمَّال، قام إليه الأعمشُ بعصى، فضربه فشجَّهُ فقيل له: تفعل هذا وأنت محرمٌ؟! فقال: اسكتوا، من تَمام الحجِّ ضربُ الجمَّال.

إسحاق بن منصور بن بَهْرام

أبو يعقوب الكَوْسَج المَرْوَزِيّ.

ولد بمرو، ورحل إلى العراق والحجاز والشام، وهو أحدُ الأئمة للحديث، وكان


(١) فِي تاريخ الطبري: فحمل إلى مكة الحنطة والذرة من اليمن، ثم وافت المراكب من القلزم.
(٢) تاريخ الطبري ٩/ ٣٤٦ - ٣٤٧. وما بين حاصرتين من (ب).
(٣) من هنا إلى نهاية ترجمة الحسن بن الضحاك، ليس فِي (ب).
(٤) انظر ترجمته فِي تاريخ بغداد ٧/ ٤٠٠ - ٤٠١، وتاريخ دمشق ٢/ ٧٦١ - ٧٦٣ (مخطوط).
(٥) فِي تاريخ دمشق ٢/ ٧٦٣: والعلاء.