للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرج له الخَطيب فوائد عن شيوخه في عشرين جزءًا، وروى عنه شيخه أبو محمَّد عبد العزيز الكَتَّاني، وأبو محمَّد بن صابر، وأبو الحسن السُّلَمي، وأبو محمَّد بن طاوس، والحافظ ابنُ عساكر.

وذكره أبو سَعد السَّمْعاني في "الذيل"، وأثنى عليه، وقال: كان حَسَنَ السِّيرة، ممدوحًا بكل لسان، سَمِعَ من الخَطيب الكثير]، وخَطُّه وسماعاتُهُ على أكثر مصنفات الخَطيب.

وتوفي يوم الجمعة عاشر ربيع الآخر بدمشق، وأوصى أن يصلِّي عليه أبو الحسن السُّلَمي، وأنْ يُسَنَّمَ قبره، وكانت له جنازةٌ عظيمة، ودُفِنَ بالباب الصَّغير، رحمة الله عليه (١).

عليُّ بنُ محمدِ بنِ مُحَمَّد بن جَهِيرْ (٢)

أبو القاسم، زعيمُ الدِّين، الوزير ابن الوزير ابن الوزير.

كان في أيام القائم، وبعض أيام المقتدي يتولى كتابة ديوان الزِّمام، ووزر للمستظهر مَرَّتين: ففي الأُولى أقام ثلاث سنين وخمسة أشهر وأيامًا، ثم عُزِلَ [وولي بعده ابنُ المُطَّلب، ثم عُزِلَ] (٣)، وأُعيدَ ابنُ جَهِير، فأقام خمس سنين وخمسة أشهر، وتوفي في سابع عشرين ربيع الأول، ولم [يزل] (٤) يتدرَّج في المراتب والولايات خمسين سنة. وكان عاقلًا حليمًا، سديدَ الرَّأي، حسنَ التَّدْبير والثَّبات (٥).

السنة التَّاسعة وخمس مئة

[وفي هذه السنة على رأي أبي يعلى القلانسي] (٤) دخل طُغْتِكين بغداد؛ لأنه قال، وفي سنةِ تسعٍ وخمس مئة قويت شوكةُ الفرنج في رَفَنِيَّة، وبالغوا في تحصينها، وشَحَنُوها بالرِّجال، وشَرَعوا في الفساد، فأظهر طُغْتِكين أَنَّه قاصدٌ إلى بعض الجهات، وسار إليها مُغِذًّا، فَبَغَتَهُمْ، وأحاط بهم، وقتَلَ وأَسَرَ، وغَنِمَ أصحابُه منه ما امتلأتْ به الأيدي، وذلك في جُمادى الآخرة، ثُمَّ عاد إلى دمشق ومعه الأسرى، ورؤوس القَتْلى.


(١) انظر "تاريخ ابن عساكر" (خ) (س): ١١/ ٨٥٩ - ٨٦٠.
(٢) له ترجمة في "المنتظم": ٩/ ١٨٢، و"الفخري في الآداب السلطانية": ٣٠٠.
(٣) ما بين حاصرتين من (ب).
(٤) ما بين حاصرتين من (ب) و (م) و (ش).
(٥) انظر "المنتظم": ٩/ ١٨٢.