للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخذَتْني منه ذَمامة.

وفي رواية: فقال: مالي ولكم يا أصحاب محمد! ألم يَقل نبيُّ اللَّه: "إن الدجَّال يهوديٌّ" وقد أسلمتُ، و"إن اللَّه قد حرَّم عليه المدينة" وقد حججتُ، قال: فما زال حتى كاد أن يَأخذني من قوله، ثم قال. واللَّه إني لأعرف الآن حيث هو، وأعرف أباه وأمَّه (١)، فقيل له: أيَسرُّك أنك ذلك الرجل؟ فقال: لو عُرض عليَّ ما كرهتُ (٢).

وروى ابن سعدٍ عن محمد بن كعبٍ القرظي قال: كنا بالأهواز، فقيل: مات ابن صائد، فأخرج بنوه نعشًا لا يُدرى ما فيه.

قال ابن سعد: ومن ولده عمارةُ بن عبد اللَّه بن صيّاد، من خيار المسلمين، وكان من أصحاب ابن المسيّب، وروى عنه مالك بنُ أنس (٣).

[حديث دانيال]

قال أبو اليقظان وغيره: ولما فُتحت السوس، قيل لأبي سبرة بن أبي رُهم (٤): إن في السوس جسد دانيال -وكان في مغارةٍ يَستسقون به- وتوجَّه أبو سبرة إلى جُنْدَيْ سابور، وأقام أبو موسى الأشعري بالسُّوس، وجاء إلى المغارة فرآه مُلقى وفي يده خاتم من حديدٍ، وعليه منقوشٌ صورة رجلٍ بين أسدَين، وكان بُختنصَّر قد رماه بين أسدين فنجاه اللَّه منهما، فنقش ذلك على خاتمه شُكرا للَّه تعالى، وكتب أبو موسى الأشعريُّ إلى عمر يُخبره بذلك، فكتب إليه يَأمره بمواراته، وكتب عمر إلى لسعدٍ بأن يشن الغارات في بلاد فارس.

وفيها تزوَّج عمر أمَّ كلثوم بنت عليِّ بن أبي طالب، وأمُّها فاطمة بنت رسول اللَّه ، وكان قد خطبها وهي جاريةٌ لم تَبلُغ، وقيل: كانت بنت أربع سنين.


(١) من قوله: وفي رواية. . . إلى هنا ليس في (أ) و (خ).
(٢) صحيح مسلم (٢٩٢٧) (٨٩ - ٩٠).
(٣) طبقات ابن سعد ٦/ ٥٦٦.
(٤) في النسخ: قيل لسبرة بن أبي رهم، والمثبت من الطبري ٤/ ٩٢، والمنتظم ٤/ ٢٣٦، والبداية والنهاية ١٠/ ٦٦، والكامل ٢/ ٥٥٠ - ٥٥١.