للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو الزَّاهريَّة

واسمُه حُدَيْر بن كُرَيْب الحميريّ، وكان صالحًا، من الطبقة الأولى من التابعين (١).

روى عنه ابنه (٢) قال: زرت بيت المقدس، فأغلقَ عليَّ السَّدَنَةُ أبوابَ الصخرة، وكنتُ نائمًا ولم يعلموا بي. قال: فما انتبهتُ إلا بتسبيح الملائكة على الصخرة، فوثبتُ مذعورًا، فإذا الملائكة صفوفٌ على الصخرة، ومَلَكٌ قائم بينهم يقول؛ سبحان الدائم القائم، سبحان الحيِّ القيوم، سبحان اللهِ وبحمده، سبحان الملك القُدُّوس، ربِّ الملائكة والروح، سبحان العليِّ الأعلى. فيُجيبه من هو أسفل منه، ثم ترتجُّ الصفوف بالتسبيح، فقلتُ للذي يليني منهم: من الَّذي على الصحرة؟ قال: جبريل، والذي يردُّ عليه ميكائيل، ونحن ملائكةُ الله، مَنْ قال هذا الدعاء في كل سنة مرةً، لم يخرج من الدنيا حتَّى يَرَى مقعدَه من الجنَّة، أو يُرَى له (٣).

مات أبو الزاهريَّة في سنة إحدى ومئة. وقيل: في سنة تسع وعشرين ومئة. والأوَّل أصحّ.

أسند عن عبد الله بن بُسْر، وأبي أُمامة الباهليّ، وحُذيفة بن اليمان، وأبي الدرداء، وعبد الله بن عَمرو بن العاص، وغيرهم. وروى عنه معاوية بن صالح، وابنُه حُميد بن حُدَير، وإبراهيم بن أبي عبلة، وغيرهم، وكان ثقة (٤).

أبو صالح السمَّان

وهو الزيَّات، واسمه ذكوان، مولى غطفان، من الطبقة الثانية (٥) من الموالي بالمدينة.

أسند عن جماعة من الصحابة، وروى عنه خلق كثير، وكان ثقةً كثير الحديث (٦).


(١) أورده أبن سعد ٩/ ٤٥٣ في الطبقة الثانية من التابعين من أهل الشام.
(٢) في (ص): روى هشام عنه.
(٣) بنحوه في "تاريخ دمشق" ٤/ ٢٨٣ (مصورة دار البشير).
(٤) ينظر "تاريخ دمشق" ٤/ ٢٨٥، و"تهذيب الكمال " ٥/ ٤٩١.
(٥) يعني من التابعين. ينظر "طبقات" ابن سعد ٧/ ٢٩٦ - ٢٩٧.
(٦) ينظر "تهذيب الكمال " ٨/ ٥١٤ - ٥١٥.